كنت أتحدث مع زوجي وهو في غاية السرور وقال لي: «أنا بسيبك» وضحك. قلت له: ماذا تقصد؟ قال: لا أقصد شيئًا. ولم تكن نيتُه طلاقًا، كان يقصد لفظ الطلاق ولكن لم ينطقْة لخوفه من وقوع الطلاق، كان يمزح معي ولم تكن نيته إيقاعَ الطلاق بهذا اللفظ، وكان يقصد المزاح بأنه يطلقني. هل يقع طلاقٌ بذلك؟
مع العلم أن لفظ: «بسيبك» يقصد به «بطلقك» ولكن ليس له نيةُ طلاقٍ، أي لا يقصد أني طالق بهذا اللفظ. فما رأي حضرتك؟ وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن هذا اللفظ من كنايات الطلاق، فإن نوى به الطلاقَ كان طلاقًا، وإن لم ينو به الطلاق كان لغوًا.
ونية الطلاق هي العزم على الطلاق بغير تردُّد، وما دام لم يعزم به الطلاقَ فلا طلاق.
ووصيتي عدمُ المزح بالطلاق، لأن الطلاق لا هزلَ فيه! فلو قال لك زوجك على سبيل المزح: أنت طالق. لحسبت عليه طلقة. لأن هزلَ الطلاق جِدٌّ، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم(1). فاحذروا الاقتراب من هذه المنطقة!
بارك الله فيكما، وفي وسائل المزح الصادق الأخرى متسع. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) فقد أخرج أبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على الهزل» حديث (2194)، والترمذي في كتاب «الطلاق» باب «ما جاء في الجد والهزل في الطلاق» حديث (1184)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «من طلق أو نكح أو راجع لاعبًا» حديث (2039)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ هَزْلُـهُنَّ جِدٌّ وَجِدُّهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلَاقُ، وَالْعِتْقُ». وقال الترمذي: «حديث حسن». وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» حديث (3027).