وساوس خاصة بالطلاق

فضيلة الشيخ، بارك الله لنا فيك، بالأمس وجدت ابني الكبير أحمد يدخل المنزل باكيًا فسألته ماذا حل به فقال لي: إن أخاه الصغير مزَّق هذه الورقة الملونة التي في يده.
وكانت ورقة صغيرة ملونة لا تستدعي كل ذلك البكاء، فقلت له بهدوء شديد وبصوت منخفض وأنا أنظر للورقة التي في يده: «معلش يا أحمد، دي حتة ورقة صغيرة».
ولا أدري من أين ولماذا جاءني شعور بأنني أقصد الطلاق من هذه الجملة، وجاء على ذهني أن هذه الورقة هي ورقة الطلاق، ولا أجد أي مبرر منطقي لهذا الشعور الذي فاجأني أثناء الكلام، بالرغم من أني على وفاق وحب ووئام مع زوجتي الحبيبة ولا أريد طلاقها، ولم تفعل شيئًا يغضبني وقت هذا الذي قلتُه، ولم يكن هناك أي مبرر على الإطلاق للطلاق، وكان كلامي موجهًا لابني ولم يكن موجهًا لها.
وبمجرد أن قلت هذه الجملة وشعرت هذا الشعور أدركت نفسي مباشرة وكررت نفس الجملة بصيغ مختلفة قاصدًا بها الورقة الصغيرة التي في يد ابني، وقاصدًا التخفيف عنه حتى يكف عن بكائه، وهو الغرض المنطقي للجملة الأولى التي قُلتها، ولكن الشعور الذي انتابني بقصد الطلاق أثناء نطق هذه الجملة يجعلني لا أستطيع أن أقول: إن قصدي كان كف ابني عن البكاء؛ حتى لا أؤثر على حكمكم الفقهي على ما قلته.
مع علم فضيلتكم أن هذه الحالة تتكرر معي كثيرًا وأثناء كلامي مع زوجتي أو أحد أصدقائي وفي موضوع عادي وتافه ولا علاقة له بحياتي الزوجية، أجد هذا الشعور الكريه ينتابني فجأة وينقض على صدري ويشعرني أنني أقصد الطلاق بما أقول أو بما قلت، والثابت في كل مرة أنه لا مبرر للطلاق ولا توجد أي رغبة في الطلاق بتاتًا، والثابت أيضًا أنه لا تفسير منطقي للطلاق في كل هذه المرات.
سبق وأن استفتيتكم من قبل في أمور مشابهة وآخرين من العلماء، وشخصتم حالتي بوسواس الطلاق، فهل ما حدث بالأمس كان أيضًا من وسواس الطلاق؟ أفيدوني يرحمكم الله؛ لأني في تفكير مستمر من وقتها ولا أدري ما هو مصيري. جزاكم الله خيرًا يا مولانا.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهون عليك أيها الحبيب؛ فلا يعدو ما ذكرته إلا أن يكون نوعًا من الوسواس الذي أسأل الله برحمته أن يُبرئك منه، وأن يجمع لك بمنه وفضله بين الأجر والعافية، وأن يمتعك بزوجك وولدك؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، فألق هذا الوسواس جانبًا، ولا تلتفت إليه، وأقبل على شأنك، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend