مشكلتي أتعبتني نفسيًّا وعقليًّا، واستشرت كل من حولي، لكن لا أستطيع اتخاذ قرار فيها، أرجو الإفادة، أنا مطلقة لأسباب شخصية، طُلِّقْتُ منذ ثلاث سنوات، وتقدَّمَ لي الكثير من الرجال، لكني لم أوافق، إما لأن الشخص لم يعجبني أو لأني لم أُعجبه، إلى أن رزقني الله برجل أحسبه على خير من شهادة أكثر من حوله، وافقت عليه لخلقه ودينه، ولكنه كان متزوجًا أيضًا، ولم يستطع الحياة معها وطلقها، وكان قد عاش مع زوجته 20 يومًا فقط، وهذا يخيفني من أن يكون قد ظلمها ولم يعطِ لنفسه أو لها فرصة، ولكنه أنجب منها بنتًا، والبنت مع أمها يرسل لها نفقتها لكنه لا يراها، ولا يريد أن يتعلَّق بها، وأنا لا أتقبل هذا كما أني في بعض الأحيان عندما أحس أنه يشبه طليقي في شيء أشعر بشيء من الضيق، إلا أنه فَرِحٌ وهذا يظهر في حديثه، وأيضًا كلما فكرت في العقد شعرت بالخوف، ولا أعرف لماذا أجلس معه بالنقاب لأتعرف عليه، أخاف من التجربة مرة أخرى.
أخاف من أن يكون قد ظلم زوجته، وأن يكون ظالمًا لابنته، خاصة أني كبيرة أبي، وأشعر أني لا يمكنني الاستغناء عنه.
كما أنني قد أُصبت بانزلاق غضروفي من ست سنوات، ولكنني الحمد لله قد شفيت منه، وأشعر أحيانًا ببعض الألم، فهل أخبره؟ إلا أن أبي وأمي قالوا: «لا تخبريه، فأنت بخير، ولا داعٍ لذلك».
أرجو أن تفيدني أفادك الله، وجزاك الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن قضِيَّتك حقًّا في حاجة إلى تأمُّلٍ، فلا يُعجبني من هذا الرجل قولُه بأنه لا يريد أن يتعلَّق بابنته، هذا ليس بسوِيٍّ، وهو بهذا يظلم نفسه ويظلم ابنته، فكيف يبارَكُ له في حياة؟!
طلاقه لزوجته في خلال هذه المدة القصيرة قد يكون له ما يسوِّغه، أما تَحَاشيه لابنته فهو الأمر المحيِّر، ولا أجدُ له مخرجًا.
أرى أن تصارحيه بظروفك الصحيَّة تمامًا، لعلها تكون سببًا في إدباره عن هذه العلاقة، ويكون هذا جوابًا من الله عز وجل على حيرتك. وأرى أن تتريَّثي قبل الإقدام على خطوة نهائية، فإن الأمر يحتاج إلى مزيد رويَّة وتدبُّرٍ.
وأكثري من الاستخارة والاستشارة، والضراعة إلى الله عز وجل أن يُلهمك رشدك، وأن يأخذ بناصيتك إلى ما يحبُّه ويرضاه، ولعل الله أن يرِيَكِ في هذا الأمر ما يجلي لك غوامضه. والله تعالى أعلى وأعلم.