شخص ذهب لمحل لشراء غرض ولم يتم الاتفاق على الشراء فحلف بالله مرتين بقول: «والله لن أعود إليك غير اليوم» فذهب وخرج من المحل، وبعد فترة اتصل المحل على هذا الشخص وقال له: تعال. وأراد أن يحنث في اليمين، ولكن هذا الشخص أصابه وسواس هل حلف بالله أم بالطلاق بحكم أنه موسوس بالطلاق، ومع أنه متأكِّد أنه تلفظ بقول: «والله إن خرجت لن أعود» فخطر بباله أنه حلف بالطلاق. فهل يُكفِّر من باب أولى؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن وجودَ العصمة الزوجية ثابتٌ بيقين، وهذا اليقين لا يزول بالشَّك، فما دُمْتَ لم تجزم بأنك قد حلفتَ بالطلاق فلا تلزمك إلا كفارةُ يمين، فكفِّر عن يمينك، ونوصيك بوصية نبيك صلى الله عليه وسلم: «لَا تَغْضَبْ»(1).
ولا تُكثر يا بني من الحلف فإنه ليس من شأن أصحاب المروءات. بارك الله فيك، وزقنا وإياك الهدى والتقى. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الحذر من الغضب» حديث (6116) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.