أرجوك يا شيخ هل من الممكن أن تشرح لي طلاق الكناية؟
أنا مبتلية بوساوس لا نهاية لها، وقرأت عن طلاق الكناية وأصبت به. فأرجو أن تشرح لي معنى طلاق الكناية كي أزيل هذا الموضوع من رأسي وأستطيع تربيه أولادي.
هل طلاق الكناية هو تلفظ الزوج بكلمة من ألفاظ الفراق بنية إيقاع الطلاق على الزوجة؟ مثلًا يتشاجر الزوجان فيقول لها: اذهبي إلى بيت أهلك. وليس في نيته إيقاع الطلاق على الزوجة بهذا اللفظ، ولكن نيته أن تذهب إلى بيت أهلها، ومن ثَمَّ يُطلقها بعد ذلك. هل هذا السياق يوقع الطلاق في الحال؟ هو ليس نيته إيقاع الطلاق بهذا اللفظ ولكن نيته أن تذهب لأنه يُفكر في أنه سيطلقها لاحقًا. أو يقول: لا أريدك. ونيته أنه لا يريدها وأنه يفكر في طلاقها.
هل مجرد التفكير يُعتبر طلاق كناية؟ وجزاك الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كنايات الطلاق منها الظاهر ومنها الخفي، والخفية منها نحو: اخرجي، واذهبي، وذوقي، وتجرعي، واختاري، ووهبتك لأهلك. وسائر ما يدلُّ على الفرقة ويؤدي معنى الطلاق، فلابد أن يدُلَّ اللفظ على الفرقة، وأن يؤدي معنى الطلاق، لكي يعتبر من كنايات الطلاق.
وكنايات الطلاق الظاهرة منها والخفية لا يقع بها الطلاق إلا إذا نواه الزوجُ، ومجرَّد التفكير في الطلاق لا يقع به الطلاق؛ لأن الله تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم به. وقال قتادة: إذا طلق في نفسه فليس بشيء( ).
فالطلاق لا يقع بمجرد النية، بل لابد من اللفظ أو ما يقوم مقامه كالكتابة.
فاخرجي يا بنيتي من هذه المحرقة، وتجاهلي هذه الوساوس حتى لا تفسد عليك دينك ودنياك. والله تعالى أعلى وأعلم.
موسوسة تسأل عن معنى طلاق الكناية
تاريخ النشر : 10 ديسمبر, 2025
التصنيفات الموضوعية: 06 الطلاق
فتاوى ذات صلة: