كنى بطلاق زوجته ولا يتذكر نيته
السؤال:
يا فضيلة الشيخ: هل لي أن أستفتيك فيما يلي: ما حكم من كنى بطلاق زوجته ولا يتذكر نيته؟
وقع بيني وبين زوجتي خلاف وغضبت منها، وحذرتها من الدخول معي في جدال أو مخالفة توجيهاتي،
وأثناء المشادة فلتت أعصابي فسحبتها من شعرها وقلت لها: «أنا أوريكي الحين تروحين عند بيت أهلك».
أو قلت لها: «روحي عند بيت أهلك». حيث لا أتذكر ما الذي قلته بالضبط، هل الجملة الأولى أو الثانية،
وقد سألتها عما قلته حرفيًّا بعد أيام من الواقعة إلا أنها هي أيضًا لا تتذكر بالضبط.
و بعد أن تلفظت بإحدى الجملتين السابقتين قالت لي زوجتي: «اتضح لي أنك لا تريدني ولا ترغب في العيش معي».
فأمسكت الهاتف وقلت: «سوف أتصل الآن بوالدك ليأخذك». ولكني استدركت الأمرَ ورميت الهاتف ولم أتصل،
وانصرفت من الغرفة.
سؤالي بارك الله فيك: هل ما ذكرته يُعد طلاقًا إذا لم أكن أعلمُ ما نيتي حينها؟ هل كانت نية فراق أو نية أخرى كالتهديد أو
التخويف؟ رغم أني وأنا أتكلم أثناء المحاورة وعيت أن ما يصدر مني من ألفاظ هو من ألفاظ الطلاق الكنائي
وذلك بحكم اطلاعي على هذه المسألة الفقهية وعلمي بها.
كما تجدر الإشارة بأنني شخص أحرص غالبًا على تجنب الألفاظ الصريحة أو الكنائية للطلاق،
وأخشى وأخاف من أن أتلفظ بشيء منها سواء أثناء حديثتي العادي أو أثناء غضبي، وهذا الموضوع محلُّ اهتمام عندي
وحرص شديد، وهذا ما جعلني أعيشُ في حيرة منذ أن حدثت المشادة المشار لها أعلاه مع زوجتي مؤخرًا،
لاسيما أنني مُطَّلع إلى حد ما على بعض الجوانب الفقهية المتعلقة بالطلاق ولي تجربة سابقة قبل زوجتي الحالية
وأخشى تكرار الطلاق وأكرهه.أفيدوني مأجورين إن شاء الله تعالى.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن هذه الكلمة المذكورة من كنايات الطلاق، فإن قصدت بها الطلاقَ كانت طلاقًا، وإن لم تقصد بها الطلاق كانت لغوًا.
فإن جهلت النية كانت لغوًا كذلك؛ لأن العصمة الزوجية الثابتة بيقين لا تزول بالشكِّ في الطلاق،
ولأن النية هي العزمُ على الطلاق بغير تردُّدٍ، ولا يتصور ذلك مع الجهل بالنية. والله تعالى أعلى وأعلم.
يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الطلاق الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي
كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي