لي صديقة تشتكي من زوجها أنه يتسلَّى مع بنات الجامعة عبر الجوال تاركًا لصلاته، وأنه يسهر خارج البيت، مع العلم أن أهله وأهلها على علمٍ بذلك، وقد نصحوها بالطَّلاق، واليوم اتَّصل بها أخوها وأخبرها بأن زوجها بالجامعة واتَّصلت بي وهي مُصمِّمة على الطَّلاق، وقد نصحتُها أن تسأل أهل الذكر ولا تتسرَّع، مع العلم بأن لديه مشكلةً في الإنجاب، وأنها تصرف على البيت من راتبها الخاص، وأنها قد اشترت له سيارةً، فأرجو منكم النُّصح من وجهة نظر الشَّرع، أفيدونا أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنَّ ترك الصَّلاة من أكبر الكبائر(1)، وقد بلغ به بعضُ أهل العلم مبلغ الكفر الأكبر المخرِج من الملة، فإذا صحَّ أن الزَّوجَ مُصِرٌّ على ترك الصَّلاة بالإضافة إلى ما أوردته السائلة في سؤالها ولم يستجب للنصح فلا نرى حرجًا في طلب المفارقة، لاسيَّما مع عدم وجود أطفال، الأمر الذي يجعل المفارقة أهون وأيسر.
ونسأل اللهَ أن يُهيِّئ لها من أمرها رشدًا، وأن يحملها في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_____________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة» حديث (82) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ».
وأخرج أحمد في «مسنده» (5/346) حديث (22987)، والترمذي في كتاب «الإيمان» باب «ما جاء في ترك الصلاة» حديث (2621)، والنسائي في كتاب «الصلاة» باب «الحكم في تارك الصلاة» حديث (463)، وابن ماجه في كتاب «إقامة الصلاة والسنة فيها» باب «ما جاء فيمن ترك الصلاة» حديث (1079)، والحاكم في «مستدركه» (1/48) حديث (11)، من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله ﷺ: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وقال الحاكم: «حديث صحيح الإسناد لا تعرف له علة بوجه من الوجوه فقد احتجا جميعًا بعبد الله بن بريدة عن أبيه واحتج مسلم بالحسين بن واقد ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ولهذا الحديث شاهد صحيح على شرطهما جميعًا»، وصححه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (574).
وأخرج عبد الرزاق في «مصنفه» (1/536) حديث (2038) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «لا سهم في الإسلام لمن ترك الصلاة، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة».