رجلٌ طرد زوجتَه من البيت وقال لها: «العيش الذي بيننا انتهى». هل تُعتبر هذه طلقةً؟ جزاكم اللهُ خَيْرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن هذه الكلمةَ من كنايات الطَّلاق، فإن نوى بها الطَّلاق احتُسبت عليه طلقةً، وإلا فهي لغوٌ. وننصحه بأن يجتهدَ في أن يملك نفسَه عند الغضب(1)، ونُذكِّره بقوله ﷺ: «أَبْغَضُ الْـحَلَالِ إِلَى الله الطَّلَاقُ»(2). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الحذر من الغضب» حديث (6114)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب» حديث (2609)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه  أن رسول الله ﷺ قال: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ».

(2) أخرجه أبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في كراهية الطلاق» حديث (2178)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «حدثنا سويد بن سعيد» حديث (2018) بلفظه. وأخرجه الحاكم في «مستدركه» (2/214) حديث (2794) بلفظ: ««مَا أَحَلَّ اللهُ شَيْئًا أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّلَاقِ»»، كلٌّ من حديث عبد الله بن عمر ب. وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ومن حُكم هذا الحديث أن يُبدأ به في كتاب الطلاق».