لا أشعر بالراحة مع زوجتي؛ لأنه يصدر منها أشياءُ غير طبيعية، مثل عدم الاهتمام بنفسها، وأنا لا أقصد التبرج، وإنما أقصد النظافةَ الشخصية، ونظافة البيت، ونظافة ولدنا، ودائمًا أكلمها كي تتغير ولكن من دون جدوي، وطلبت من أمها أن تتكلم معها والحال كما هو عليه.
وأنا الآن حالي مُشتَّتٌ، وأريد أن أطلقها، ولكن لا أريد أن أظلمها ولا أظلم نفسي معها. أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأُذكِّرك يا بني بقول النبي ﷺ: «لَا يَفْرَكُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ»(1)، وبأن المرأةَ خُلِقَت من ضِلَعٍ، وأن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبت تُقوِّمه كسرتَه(2)، وكَسْرها طلاقها.
فانصح لزوجتك بالمعروف، وهيِّئ لها فرصةَ تلقِّي العلم الشرعي، خاصةً في دورات فقه الأسرة التي تُبيِّن للنساء حقوقَ الأزواج، ومفردات حُسن التبعُّل لهم؛ فإن في ذلك فوائدَ جمَّة لا تُحصى، وأَدِمِ الدُّعاءَ لنفسك وأهلك، وتحيَّن أوقاتِ الإجابة، وأرجو أن تجني ثمار ذلك سكينة في نفسك ورضا عن أهلك، فربُّك أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الرضاع» باب «الوصية بالنساء» حديث (1469) من حديث أبي هريرة.
(2) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «الوصاة بالنساء» حديث (5186)، ومسلم في كتاب «الرضاع» باب «الوصية بالنساء» حديث (1468)، من حديث أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ؛ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا».
وأخرج الترمذي في كتاب «الرضاع» باب «ما جاء في حق المرأة على زوجها» حديث (1163)، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «حق المرأة على الزوج» حديث (1851)، من حديث عمرو بن الأحوص: أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله ﷺ، فحمد الله وأثنى عليه وذكَّر ووعظ ثم قال: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ؛ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْـمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، إِنَّ لَكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوَطِّئَنَّ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ»، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».
وأخرج أحمد في «مسنده» (2/439) حديث (9664)، وابن ماجه في كتاب «الأدب» باب «حق اليتيم» حديث (3678) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْـمَرْأَةِ».وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/103) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».