زوج يعلم زوجته أحكام الطلاق المعلق فحلف بالطلاق

لو سمحت يا فضيلة الدكتور صلاح، لقد حدث موقف بيني وبين زوجتي وأريد من حضرتك التوضيح هل وقع طلاقًا بذلك أم لا؟
لقد كنت أتحدث مع زوجتي عن أحكام الطلاق المعلق، وكنت أشرح لها كيف يقعُ وكيف تكون الصفة، فقلت لها مثلًا لو قلت علي الطلاق, وهنا صرخت زوجتي وقالت: لا لا لا تقل ذلك. فقلت لها: أنا بشرح. أنا لا أقصدك أصلًا. هذا في سياق الشرح. وقالت لي قل: علي كذا ولا تقل اللفظ الصريح. فقلت لها: لا، أنا قاصد أقولها كدا عشان أنا مقصدكيش. طب أهو: علي الطلاق مش هقول علي كذا. أهو تاني: علي الطلاق.
وجعلت أفهمها أني لا أقصدها، ولكن دخلت في قلبي الوسوسة عندما عاندتها وقلت: طب أهو: علي الطلاق. فخفت أن يكون قد وقع طلاقًا فعلًا وأنا لم أقصده.
ويعلم الله أني عندما قلت لها: طب اهو علي الطلاق أقصد أني مش هقول علي كذا بل علي الطلاق لأن الكلام غير موجه لها أصلًا.
أرجوك يا دكتور صلاح أن تجيبني على كلامي هذا حتى يطمأن قلبي وتهدأ زوجتي. وجزاك الله كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذا تخبُّط من مُعلِّمٍ لا يُحسن التعليم، وعناد من طبيب لا يحسن الطبابة، ما وجه أن تقول لها (علي الطلاق مش هقول علي كذا) هذا يشبه أن يكون يمينًا. دفعه إليك العنادُ الطفولي الذي أصررت عليه في تعاملك مع حالتها فزدتها اضطرابًا ووسوسة، وانقلب هذا عليك، فسري إليك داؤها، وأصابك طرفٌ من بلائها!
لا تعُد إلى مثل هذه الملاحاة، ولا تعلِّمْ قبل أن تُحسن ما تريد أن تُعلِّمَه.
وصفوة القول أن من قصد الشرح والتمثيل ولم يقصد إيقاعَ الطلاق فإن الطلاق لا ينعقد، وإن كان قولك لها (علي الطلاق مش هقول علي كذا) يشبه أن يكون يمينًا لأنه لم يظهر لي وجهُ كون هذا مجرد شرح؛ فإن أردت الاحتياط فأخرج كفارةَ يمين، ولا تعُد لمثل هذا العناد والتخبط. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 10 ديسمبر, 2025
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend