أكرمك الله يا دكتور، أنا أثق في حضرتك جدًّا، وأرجو أن تريحني في مشكلتي، أنا كنت أثناء المشاكل مع زوجي كنت أقول له: «ربنا يريحك مني». وهكذا حتى ينهي المشكلة ويخاف عليَّ؛ لأنه فعلًا يخاف عليَّ، وفي مرة قال: «خلي بالك عشان أنا حالف عليكِ طلاق لو دعيتي على نفسك». وبعد كده قال لي بأنه لم يحلف أبدًا، وقال هذا تخويفًا لي لكيلا أقول هذا بعد ذلك، ولكي أرتاح سألت حضرتك، وأفتيتني أنه لا يقع طلاقًا، وأنا فعلًا أصبحت أستغفر أثناء المشاكل، ولم أعد أدعو على نفسي، ونادمة على ذلك، ودائمًا أقول: «أستغفرك ربي وأتوب إليك». طاعة لله ولزوجي.
ومنذ يومين أثناء مشكلة قلت: «أستغفرك ربي وأموت». وسكت، ثم أدركت أنني أخطأت في اللفظ فقلت: «أستغفرك ربي وأتوب إليك». والله لم أكن أنوي الدعاء على نفسي، ومن وقتها وأنا في قلق شديد، والشيطان يوسوس لي أني دعوت على نفسي؛ لأني دائمًا في كل مشكلة أركز جدًّا على أن أستغفر وأجتنب الكلام السيء الذي كنت أقوله من قبل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما كان من دعاء على نفسك على سبيل الخطأ لا حرج عليك منه، ولا يقع به طلاق، فإن الله جل وعلا قد رفع إثم الخطأ والنسيان عن هذه الأمة، فقال تعالى:لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة: 286]. وثبت في الصحيح أن الله تعالى قال: «قَدْ فَعَلْتُ»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
————————————-
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق» حديث (126) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.