تزوجت مؤخرًا من شاب خلوق، أهلي أقنعوني به بالإكراه، وأنا الآن أشعر بالندم الشديد على هذا العمل، أنا لا أشعر بالسعادة مع هذا الإنسان لا أستطيع إسعاده، أشعر بأن مكاني ليس معه وأني استعجلت في أمري، لا أحبه، لا أريد البقاء معه، ليس لتقصير منه، ولكن لشعور مني بالنفور وعدم الراحة، ولأسباب أخرى من ناحية الشخصية والمظهر والمكان الذي سيعيشني فيه، ماذا أفعل؟ أنا أرى حياتي تتحطم كل يوم لبقائي معه، أريد العودة لبيتي وأهلي، ولا أريد المشاكل لأحد، فأنا إنسانة خلوقة ومسالمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الله جل وعلا كما شرع الطلاق للرجل إذا كره المرأة وعجز عن استصلاح أحوالها شرع الخلع للمرأة إذا كرهت الرجل وعجزت عن توطين نفسها على البقاء في عصمته، وقد جاءت الإشارة إلى الخلع في كتاب الله ﴿وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ﴾ [البقرة: 229]
وفي الباب حديث امرأة ثابت بن قيس، فقد روى البخاري من حديث أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكن أكره الكفر في الإسلام. فقال رسول الله ﷺ : «أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟» قالت: نعم. فقال: «اقْبَلِ الْـحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً».
فإن عجزت عن المقام معه فأمامك الخلع برد ما بذله من مهر معجلًا ومؤجلًا إليه، ثم الانفصال ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 130]
ولكن ننصحك بالتريُّث في هذه الخطوة وأن تستشيري فيها أبويك، ثم يلي ذلك الاستخارة، ومن قبل ذلك ومن بعده تكون الضراعة إلى الله عز و جل أن يلهمك رشدك، وأن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. والله تعالى أعلى وأعلم.