أنا مطلقة منذ أربعة أشهر، بعد زواج لمدة خمسة أشهر، وأنا الآن حامل في شهري السادس، وسبب الطلاق كان شجارًا دار في منزلي بين أخت زوجي وصديقتها معي على كلام كان قد قيل لي في فترة الخطوبة عن زوجي، ولم أهتم، ولكن أخته أصرت أن تفتح باب الجدل حول من قاله ولمن قيل، وأوقعتني في مشكلة أدخلت فيها أختي الصغيرة، وزوجي حلف يمينًا بأن تأتي أختي وإلا أكون طالقًا، فجاءت أمي وإخوتي وبدأ النقاش، ووضعني زوجي أمام أهله وأهلي في موقف يقلل من كرامتي، حيث إنه أهانني وأوضح للكل أنني لا أفرق معه، والمهم براءة أخته.
وعندما رأى أهلي موقفه ومدى إغلاق عقله ورفضه أن يُنهي هذا الجدال أصر أخي الكبير أن يأخذني، فحلف زوجي يمينًا على عدم خروجي وإلا أكون طالقًا، ولكن أخي غير الشقيق أصر وأقنعني بأنه مجرد يمين ويرد، وأني إن لم أخرج سألقى من زوجي وأهله ما لا أقوى على تحمله، وكانت هذه أول طلقة.
وبعد فترة لم يحاول فيها أحد أن يتدخل أو يصلح بل على العكس الجميع زادوا المشكلة سوءًا من طرفي وطرفه، وأنا حاولت مع إخوته ولكن كان الطلاق على هوى الجميع.
تدخل بعد ذلك أفراد ليسوا أولاد حلال بالمرة، وأتوا به وبي، وإذ بي أجد من خلال الجلسة أني مطلقة للمرة الثانية، حيث إنه رمى عليَّ طلقة واضحة أمام الجميع.
واكتشفت أن هناك طلقة أخرى عند المأذون، ولكن عند سؤال المأذون قال إنه لم يطلق لديه، وإنما أثبت الطلقة الثانية رسميًّا على الرغم من أنه في ورقة الطلاق مذكور طلقة أولى رجعية.
وعند اتصالي بطليقي لأعاتبه على تسرعه وتصرفه التعسفي معي بعد عِشرة وحب بيننا قال لي: إن هناك طلقة أخرى، ألا وهي أنه كان أثناء المشكلة قد حلف بأن أختي تأتي وتواجه الفتاة التي مع أخته في بيتي، ولكن الفتاة كانت قد ذهبت قبل أن تأتي أختي، على الرغم من أن أختي جاءت بناء على حلفه.
أعينوني أفادكم الله وأفتوني في عدد الطلقات الصحيحة، وهل هناك أمل في أن تكون طلقتين فقط حتى أستطيع تربية ابنتي بعد ولادتها مع أبيها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد علمتِ يا بنيتي أن الطلاق مرتان، فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، فإن طلقها الثالثة فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره(1)، والزوج هو صاحب العصمة، وإليه يرجع القول في عدد الطلقات، بعد أن يُبيَّن له صفة الطلاق الشرعي والفرق بين الطلاق السني والطلاق البدعي ونحو ذلك، وإليه يرجع الأمر كذلك في إيضاح نيته إن كانت الطلقات كنائية.
ولما كنا لم نسمع من زوجك بعدُ، فلا سبيل إلينا للبتِّ في هذه النازلة قبل السماع منه، فسليه أن يتصل بنا لنستفصل منه عما وقع منه، ولعل الله أن يجعل لكما فرجًا ومخرجًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) قال تعالى: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 229، 230].