الزوج كان يتحدث في التليفون، وبعد ما أغلق الخط قال: «علي الطلاق نفس الصوت ونفس الشخص إلى كلمتي قبل كده». ما الحكم إذا تبيَّن خلاف ذلك؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد قال تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286]. وثبت في الصحيح أن الله تعالى قال: «قَد فَعَلْتُ»(1).
وبناءً على ذلك فإذا حلف على شيء وهو يظنُّ أنه صادق فيما أقسم عليه، ثم تبين له أنه مخطئ، وأن الأمر على خلاف ما توهَّم فلا يقع يمينه ويعتبر لغوًا. قال مالك في (الموطأ): “أحسنُ ما سمعت في هذه: أن (اللغو) حَلِفُ الإنسان على الشيء، يستيقن أنه كذلك، ثم يجد الأمر بخلافه، فلا كفارة فيه”، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل ظن أن امرأته سرقت منه مالا فحلف بالطلاق أنها إذا لم تأت بالمال فإنه سيخرجها من بيته ، فأجاب : “إذا اعتقد أنها خانته فحلف إن لم تأت بذلك لأخرجها لأجل ذلك ثم تبين أنها لم تخنه لم يكن عليه أن يخرجها ولا حنث عليه” انتهى . “مجموع الفتاوى” (33/229-230) والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق» حديث (126) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.