حكاية لفظ الخُلع على لسان الزوجة
قالت زوجتي لي يومًا: سأنتظر سنة ولو لم يحصل حملٌ سأذهب عند أهلي وأطلب الطَّلاق. فقلت لها: ولِمَ بعد سنة؟ ولِمَ لم تطلبي من الآن؟ أو قلت: ولم ليس الآن؟ لا أذكر تحديدًا نصَّ الكلام الذي صدر، وأيضًا لا أتذكر نيَّتي، لكني أعتقد أنني لم أقصد بهذا السُّؤال الطَّلاق، فغالب ظني أنه مجرد استفسار.
المهم بعد ذلك قالت لي: لا، أنا سأنتظر معك سنة. فقلت ساخرًا من كلامها: «أحسن روحي المحكمة واخلعيني وقولي للقاضي: زوجي مش بيعرف يجامعني. زي ما فلانة قريبتك عملت».
وللعلم أنا والحمد لله صحتي جيدة وهي تعلم ذلك، لكنني كنت أسخر من كلامها، فهل فيما صدر مني من مثل «ليه مش بتطلبي دلوقتي» أو قلت «ليه مش دلوقتي؟» «أحسن روحي المحكمة واخلعيني» ما يدل على وقوع الطَّلاق أو الخلع؟ علمًا بأنها لم تجب بموافقتها أو برغبتها في الخلع؟
أرجو من فضيلتكم توضيح الأمر وعدم إرجاعي لفتاوى سابقة حتى أفهم، فدائمًا رأسي مشغولة بالتَّفكير، وأريد أن أكون على علم وبينة من أمري.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كنايات الطَّلاق لا يقع بها الطَّلاق إلا مع النِّيَّة، وكل ما ذكرته لا يعدو أن يكونَ من الكنايات، فإذا لم تُرِد به حَلَّ قيد النِّكاح فلا يقع به طلاق، واجتهد في البعد عن هذه المضايق، واستصلح أحوال زوجتك ما استطعت، ونسألُ اللهَ أن يقذف المحبة بينكم والهدى في قلوبكم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.