حقوق المطلقة ونفقتها وولدها

تزوجت أختي من طيَّار وقد تُوُفِّي والده بعد أشهر فأخرجها من بيتها ووضعها عند والدته رغم وجود اثنين من إخوته الشَّباب في البيت، رزقهم الله بولدٍ عمره الآن سنتان ونصف، قبل حوالي السَّنَة أحضر الزَّوج أختي إلى بيت والدها وقال لها: سأتغيَّب عنك يومين فقط. وقبَّل رأسها ورأس والدها وولدها، ثم تغيَّب واختفى ستة أشهر، كان يهرب من اتصالاتنا، ونسأل والدته تقول: هو محسود ومخنوق ومسحور. وما إلى ذلك.
رغم أن أختي كان يتَّصل بها العديد من الفتيات ويشتمونها ويقولون لها: زوجك لنا. ولم يُنكر هو معرفته بإحداهن، وبعد ثمانية أشهر اتَّصل بنا وقال: اذهبوا للمحكمة للحصول على صك الطَّلاق. وفعلًا هذا ما حدث، كيف يُصدر القاضي صكَّ الطَّلاق دون أن يسأل الزَّوجة؟
المهم أنه لم يُنفق عليها وهي في فترة العدة التي قضتها في بيت والدها، ومن تاريخ الطَّلاق لليوم، وبعد انقضاء ثمانية أشهر لم نحصل على أيِّ شيءٍ من حقوقها، كصورها وثيابها وأغراضها وذَهَبها، وهو كلَّ أسبوع يتَّصل للحصول على ابنه وزيارته ورؤيته، وعندما نطالبه بأغراض المُطلَّقة يقول: لا تقايضوني بالولد. ونحن لا نريد محاكم وقضايا، لكن الوضع زاد عن حدِّه.
أودُّ استشارتكم: ما هي حقوق المُطلَّقة وابنها الآن علمًا بأنه تجاوز السنتين؟ وهل الذَّهَب الذي أهدي لها من قبلنا ومن قبل أهله يُعتبر لها؟ كم يدفع نفقةً علمًا بأنه طيار وراتبه عالٍ ووالدي متقاعدٌ لا يعمل وتجاوز عمرُه السِّتِّين عامًا؟
اليوم يقول: إنه قد يُسلِّمنا أغراضها ولكن يُريدنا أن نكتب ورقةً بالاستلام؟ هل نُوقِّع؟ أم نترك الموضوع للمحكمة؟ الرجاء قبول اعتذاري على إطالتي وجزاكم اللهُ كلَّ خير.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن للمُطلَّقة طلاقًا رجعيًّا أن تبقى في بيت الزوجيَّة حتى تنقضي العدة، ولها النَّفَقة أثناء هذه الفترة كاملةً غير منقوصة، وإذا صحَّ ما تقولين فقد أخطأ الزَّوج في حقِّ زوجته خطًا فادحًا، وهو مُطالَبٌ بنفقتها منذ أن تركها إلى أن طلَّقها باعتبارها زوجةً، وبعد طلاقه لها تستحقُّ النَّفَقة كذلك مُدَّة العِدَّة باعتبارها مُطلَّقة، وبالطَّلاق يَحِلُّ مؤخَّر صداقها إن كان لها مؤخَّرٌ وقد وُقِّت بأقرب الأجلين: الموت أو الطَّلاق.
وما قُدِّم لها من ذهبٍ منه أو من أهله فهو حقٌّ خالصٌ لها؛ لأنها ليست مختلعةً، وإنما هي مُطلَّقة، وأرى أن يتوسَّط بعض أهل العِلْم المجاورون لكم ليستمع من أطراف القضيَّة ويستوفي المعلومات التي تُمكِّنه من أن يُفتي لكم فتوى دقيقةً ومتكاملة بناءً على إحاطة دقيقة ومتكاملة بالملابسات والتَّفاصيل.
ونَسْألُ اللهَ أن يجبر كسر أختك، وأن يُطيِّب خاطرها وأن يعوضها خيرًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend