حدث نفسه بطلاق زوجته بعد غضب

فضيلة الدكتور الشيخ/ صلاح الصاوي حفظك الله.
تزوجت منذ عشر سنوات، وأذكر أنه بعد ثلاثة أشهر من الزواج حصل خلاف بيني وبين زوجتي، فخرجت من المنزل وحدي وأنا غاضب جدًّا حتى لا يتطور الخلاف حيث إنني سريع الغضب.
وأثناء قيادتي السيارة كنت في حالة غضب شديد، قلت في نفسي فقط وبدون أي لفظ أو تحريك للساني: هل أطلقها؟ معقول أن أطلقها؟ هل لو أقول لها: فلانة أنت طالق أكون طلقتها؟ وتلا ذلك أن قلت وبتحريك لساني هذه المرة ولكن بدون أي صوت وبدون فتح فمي، وأيضًا لدرجة أنني كنت أضغط على أسناني بقوة، وأنا لا زلت أتساءل وبدون أي نية لطلاقها: «فلانة أنت طالق فلانة أنت طالق وكررتها خمسة أو أكثر». وقلت في نفسي: «هل تكون هي طالقًا؟».
بعد ذلك بحوالي ربع ساعة بدأت أهدأ واستغفرت ربي على غضبي وأن لا يؤاخذني في غضبي. ولا أذكر أنني نطقت بها لفظًا وبصوت عال أو منخفض.
فضيلة الشيخ أنا أسألك وأُشهد الله العالم بالظاهر والباطن أنني توخيت ذكر ما حدث كما هو حتى لا أظلم نفسي وأهلي، وأشهد الله أنه لم يكن في نيتي تطليق زوجتي بل قلت ذلك بلساني وأنا أتعجب لو أن ذلك حقيقة فما هي نتائجه.
وسألت حينها إمام المسجد فجاوبني بأنَّ الطلاق لا يقع في مثل هذه الحالة ويجب علي أن لا أكرر ذلك. ولكنني أتذكر هذه الحادثة من وقت لآخر فأُصَاب بحالة من الشكِّ والتعب الشديد ووجوب سؤال أهل الاختصاص. جزاكم الله عني وعن المسلمين كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الطلاق لا يقع بحديث النفس، ولا بذكره على سبيل التساؤل أو الحكاية أو التعجيب، فإن كان الأمر كما تقول فهو يتردَّد بين كونه حديثَ نفس، أو افتراضًا للطلاق، وتعجيبًا منه، وتساؤلًا حوله! وكل ذلك لا يقع به الطلاق ما دمت لم تعزم عُقْدَته، ولم يتجه إليه قصدك، لاسيما مع ما ذكرته من فورة الغضب التي انتابتك. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 10 ديسمبر, 2025
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق
التصنيفات الفقهية:  

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend