وهذا سائل ذهب من بيته مغاضبًا قبل ثمانية أشهر، وكان قد طلق زوجته قبل تاريخه وعلى مدار زواجهما الممتد ١٧ سنة- طلقتين بصريح العبارة في موقفين يتذكرهما تمامَ التذكر، ولا يتذكر ما عداهما.
قبل بضعة أيام بدأ يتواصل مع زوجته هاتفيًّا، وبينما يستذكر معها الموقفين محذرًا من أن الثالثة ستكون محرِّمة، فإذا بها تذكُر له أنها بالفعل تتذكر طلقتين تمامَ التذكر، لكن إحداهما في موقف آخر لا يتذكَّره الزوج.
فهل تُجمع مواطن تذكر الطلاق من كلي الزوجين في هذه الحال ومجموعها ثلاثة، ويحكم بالبينونة الكبرى بينهما؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الزوجة تبين من زوجها بينونةً كبرى بعد الطلقة الثالثة كما هو معلوم، ولكن بقي أن يثبت أنه قد وقعت بالفعل ثلاث طلقات، فأرى أن يتذاكر الزوجان، وأن يُدقِّقا في الأمر، فإن اجتمعت كلمتهما على عدد الطلقات بُني الموقف على ذلك، وإلا بني على المستيقن؛ لأن العصمة الزوجية الثابتة بيقين لا تزول بالشك، فإن كان المستيقن طلقتين بني على ذلك، ولا يحكم ببينونتهما بينونةً كبرى لعدم التيقن من وقوع الثلاث. والله تعالى أعلى وأعلم.
جمع عدد مرات الطلاق من الزوجين للفصل بينهما(1)
تاريخ النشر : 23 يناير, 2025
التصنيفات الموضوعية: 06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة