إنكم أفتيتموني في بعض أمور الطلاق بعدم وقوعه. ولكن توجد لدى شكوك بحدوث الطلاق وحرمة زوجتي عليَّ. مع العلم بأنني على يقين بعدم حدوث ما يقع به الطلاق لي فماذا أفعل تجاه هذه الوساوس والشكوك بوقوع الطلاق. وهل لابد أن يكون هناك جزم ويقين بوقوع الطلاق لكي يحدث الطلاق. وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن خير ما يعالج به الوسواس أن تطرحه! فلا تلتفت إليه، ولا تعبأ به، ولا تعول عليه، واعلم أن اللهَ لم يجعل التكاليف سببًا لإشقاء عباده بل سببًا لرحمته ولطفه، ولا يزال لسانك رطبًا بذكر الله(1)، واجتهد في الدعاء أن يمسح الله عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية؛ فإن أفضل الدعاء دعاء المضطر لنفسه(2)، وإن استفحل الأمر فالتمس التداوي منه عند ثقات الأطباء، فـ«مَا أَنْزَلَ اللهُ عز وجل دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(3). والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (4/ 188) حديث (17716) ، والترمذي في كتاب «الدعوات» باب «ما جاء في فضل الذكر» حديث (3375) من حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه: أن رجلًا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله». وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».
(2) قال تعالى: { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62].
(3) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 413) حديث (3922) ، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/ 50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».