الطلاق باللغة الإنجليزية عبر الإيميل

امرأة طلقها زوجها، فقال باللغة الإنكليزية: (I divorcing you)، وكان الطلاق كتابةً بالإيميل، وحاولت الاتصال به بالهاتف والإيميل لسؤاله عن نيته ولم يُجب، علمًا أنه في سوريا الآن، والمرأة في أمريكا.
السؤال: هل يُعَدُّ هذا طلاقًا أم لا؟ وهل أستطيع أن أُعطي هذه المرأة شهادة طلاق من المسجد، حيث إني إمام مسجد، وما هي صيغة تلك الشهادة؟ بارك الله فيكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كتابة الطلاق من كنايات الطلاق في الأظهر من قولي العلماء، فلا يقع بها الطلاق إلا إذا نواه؛ قال الخرشي في «شرحه لمختصر خليل المالكي»: «يعني أن الزوج إذا كتب إلى زوجته أو إلى غيرها أنه طلقها وهو عازم على ذلك، فإن الطلاق يقع عليه بمجرد فراغه من الكتابة، ويُنزَّل كَتْبه للفظ الطلاق منزلةَ مواجهتها به، وسواء كان في الكتابة: إذا جاءك كتابي فأنت طالق، أو أنت طالق، وسواء أخرجه ووصل إليها أو لم يخرجه»(1).
فتأمل قوله: وهو عازم على ذلك.
ومن ناحية أخرى فإن الريبة تحتفُّ برسائل البريد الإلكتروني؛ فقد يخترق من قبل قراصنة محترفين أو هواة، وكم حدث هذا لنا عدة مرات، فاخترق بريدنا وأرسل من خلاله رسائل حملت اسمنا وشرقت في دنيا الناس وغربت، وما لنا بها ناقة ولا جمل، فينبغي التريث حتى تتمكَّن من الوصول إليه هاتفيًّا أو بريديًّا بطريق موثوق لتتأكد من رسالته وتستوثق من نيته، فإن قصد بها الطلاق كانت طلاقًا، وإلا كانت لغوًا، ويُترك في ذلك إلى ديانته، فإن عجزت عن الوصول إليه بالكلية يأخذ حكم الغائب المفقود، وعلى كلِّ حالٍ لكلِّ حادثٍ حديث.
وبقيت مسألة أخيرة: وهي الحصول على الطلاق الرسمي من خلال الجهات القضائية إن عجزت عن الحصول عليه من قبل الزوج قبل ارتباطها بزواج جديد، حتى لا تُعرض نفسها ولا المركز الإسلامي الذي يُساعدها للوقوع تحت طائلة القانون.
فخيرُ ما تنصحها به أن توكل مُحاميًا ليتولى رفع قضية لها أمام الجهات الرسمية التي سجل أمامها عقد الزواج ليحصل لها على الطلاق، وبهذا تكون قد أخذت بالاحتياط شرعًا وقانونًا.
ولا ننصحك بكتابة شيء لها قبل هذه الخطوة. زادك الله حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) «شرح مختصر خليل للخرشي» (4/49).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend