حصل هذا الموقف بيني وبين زوجتي: أنا مشارك في إحدى الجمعيات الدعوية، وأعلنوا عن معسكر لمدة ثلاثة أيام، وعندما علمت زوجتي عارضت بشدة وقالت لي: «إما أنا أو المعسكر». فَصَمَتُّ ولم أتكلم، وبَدَأَتْ في ترديد عباراتِ تهديدٍ لي بأنها ستترك المنزل وتذهب لبيت أبيها في حال سفري، وفي اليوم التالي سألتني: ماذا ستفعل؟ تقصد بخصوص السفر، فقلت لها: إني سأسافر.
فهل إصراري على السفر رغم أنها قالت لي: «إما أنا أو المعسكر»، ومعناها: اختارني أنا أو المعسكر، وتهديدها لي بترك المنزل، يؤثر على العصمة الزوجية؟ وهل كان ينبغي عليَّ عندما تقول لي هذه العبارة أن ألغي سفري وأعتذر لزملائي عن السفر؟
وللعلم سألت أحد المشايخ فقال لي: ليس في ذلك شيء، فأنت اخترت السفر واخترتها أيضًا، بدليل أنني لم أتلفظ بشيء يؤثر على العصمة الزوجية. أفيدونا وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله أن يجنبكما كيد الشيطان، وأن يقذف المحبة بينكم والهدى في قلوبكم.
ولا أرى في مثل هذا الموقف كما سردته طلاقًا، لا تصريحًا ولا تعريضًا، إلا إذا كُنتَ قد استصحبت هذه النية وقصدت بهذه الكلمة أن تُطلِّقها، ولا يبدو من سياق حديثك أنك قد قصدت إلى شيء من ذلك، ذلك أن العصمة بيد الزوج وليست بيد الزوجة، فلو قالت الزوجة لزوجها: إما أنا أو المعسكر، فإن له أن يختارها زوجة باقية في عصمته، ويختار أيضًا إمضاء قراره الذي عزم عليه أو الرجوع عنه إن شاء، ولا علاقة لذلك كله بالعصمة، اللهم إلا إذا قصد بهذه الكلمة طلاقها كما سبق.
فأمسك عليك زوجك واتق الله، وائتمروا بينكم بمعروف، ولا تُبغِّض إلى زوجتك أعمال الخير، بل اجتهد في تألف قلبها على تقبلها، مبينًا لها ما ينتظرها في صبرها على ذلك من الأجر الجزيل والثواب العظيم إن شاء الله. والله تعالى أعلى وأعلم.
