أنا أعالج من وسواس قهري في الطلاق، وأفتاني طبيب مسلم ثقة أن ما عندي وسواس الطلاق القهري وأعطاني دواء أتعاطاه مرتين يوميًّا، وأنا لا أستطيع أن أمسك نفسي عن التكلم به بيني وبين نفسي وتعليقه على شروط ثم تقع، ولا أقدر أن أمسك نفسي عن ذلك، واشترطت بيني وبين ربي أن كل ذلك غير واقع ولن أخبرها أبدًا. أسألكم بالله أيقع طلاقي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كان ما تقوله دقيقًا فإن طلاقك لا يقع؛ إذ ليس على المُكرَه طلاق، سواء أُكره بفعل قوة خارجية أم أكره بأسباب طبية تجعله لا يتحكم فيما يقول ولا يقصد إليه ولا يريده، فلا طلاق في إغلاق(1)، وأحد التفسيرين للإغلاق أنه الإكراه.
ومَرَدُّ ذلك إلى التقرير الطبي وتشخيص الأطباء، فراجع القول مع طبيب آخر حتى تستوثق، ونسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية، والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) ففي الحديث الذي أخرجه أحمد في «مسنده» (6/276) حديث (26403)، وأبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على غلط» حديث (2193)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «طلاق المكره والناسي» حديث (2046)، والحاكم في «مستدركه» (2/216) حديث (2802). من حديث عائشة ل: أن رسول الله ﷺ قال: «لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وحسنه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (2047).