أنا متزوج من سبع سنوات وجاءتني أفكار غريبة؛ في فترة الخطوبة كانت هناك مشاكل كثيرة بين أهلي وأهل زوجتي، وكادت العلاقة توشك على الانفصال، وتذكرت موقفًا- وكان عبر الهاتف- تقريبًا قلت لها: شكله نحن ما في بيننا نصيب نكمل مع بعض، يمكن يكون الانفصال أحسن، وكل واحد يشوف نصيبه ونبقى قرايب. وأني سأذهب لآخذ هداياي من عندها. وهذا ما أتذكره حيث يمكن أن أكون مخطئًا بتحديد اللفظ في ذلك، ثم في نفس اليوم ذهبت وأصلحت بين أهلي وأهلها، لا أعلم هل هذا له علاقه بالطلاق؟ مع العلم أني كنت عاقدًا على خطيبتي لكن دون دخول، لا أعلم لماذا أفكار الذكريات التعيسة تلاحقني وتكدِّر علي حياتي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن ما ذكرت يُعَدُّ من كنايات الطلاق وليس من صريحه، وهو من جنس التوعد بالطلاق أو التهديد به، ولكنك لم تنجز ذلك، بل أذهبه الله عنك، وأصلح ما بينك وبين أهلك، فلا تدع هذه الخواطر تكدِّر عليك عيشك وتنغِّص عليك حياتك، استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأمسك عليك زوجك، واتق الله، وقل: الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة(1). ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (1/235) حديث (2097)، وأبو داود في كتاب «الأدب» باب «في رد الوسوسة» حديث (5112)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» ص420. من حديث ابن عباس ب قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يُعَرِّضُ بالشيء لأن يكون حُمَمَةً أحبُّ إليه من أن يتكلم به. فقال: «اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ الْـحَمْدُ لله الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ»، وذكره الحافظ العراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (2/935) وجوَّد إسناده، وذكره الألباني في «صحيح سنن أبي داود» حديث (5112).