ابن عمتي يجاهر بالزنى، وهو عاقد على أختي ولم يدخل بها، هل نفرق بينهما أم نطلب منه الاستقامه والتوبة؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
التوبة باقية حتى تطلع الشمس من مغربها(1)، والدعوة إليها لا تتوقف ولا تنقطع، سواء مع زوج أختك أو مع غيره، وسواء أكانت معصيته من جنس الزنى أم غيره من سائر الفواحش.
ولكن الذي ننصح به في هذه الحالة ألا تمكنه من البناء بأختك حتى يتوب إلى الله عز و جل وتحسن توبته، وينعكس ذلك على سلوكه أقوالًا وأفعالًا، فإن فاء إلى أمر الله، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإن كانت الأخرى فالفرقة هي أمثل الحلول، وعسى الله أن يبدل أختك من هو خير منه، فإن من ترك شيئا لله أبدله الله خيرًا منه.
والحمد لله أنكم وقفتم على هذا الأمر قبل البناء، فإن الفرقة قبل البناء أيسر وأقل تبعة. هذا ولو كنتم على علم بحاله قبل العقد ما جاز لكم أن تعقدوا له لقول الله تعالى: ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النور: 3]والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار» باب «استحباب الاستغفار والاستكثار منه» حديث (2703) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ».
وأخرج أيضًا في كتاب «التوبة» باب «قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب» حديث (2759) من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللهَ عز و جل يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا».