أنا متزوجة منذ سبع سنوات ولم أنجب، وكان زوجي يعرضني على أطباء على أساس أن العيب عندي، ويقدم في كل مرة تحاليل خاصة به تبين أنه سليم لا يوجد به عيب، فكان كل طبيب يصف لي علاجًا معيَّنًا من المنشطات وأشياء أخرى، وأخيرًا ذهبنا إلى طبيب فقـال: يجب عمل تلقيح صناعي. وقبل إجراء عملية التلقيح وإذا الطبيب يقول لزوجي وأنا في غرفة العمليات- ولم أعلم بذلك إلا بعد العملية-: إن العينة التي أخذناها منك لا تفيد، ومن أين أتيت بهذه التحاليل السليمة؟! ولا أعلم بذلك إلا بعد مراجعة للطبيب، حيث ذهبت بمفردي للطبيب واكتشفت الخدعة الكبيرة التي عشتها سبع سنوات وأنه هو سبب عدم الإنجاب، ومن يوم تعاملنا مـع هذا الطبيب وهـو يعاملني معاملة سيئة، ويختلق المشاكل ويقول أنه عمل تحاليل بعد تحاليل الدكتور الأخير مباشرة وأنها سليمة.
أعرف أن الطلاق من حقي وأن غريزة الأمومة تراودني من حين لآخر، فما حقوقي الشرعية إذا طلبت الطلاق منه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فمع تقديرنا لغريزة الأمومة والحاجة الفطرية للمرأة في أن تلـبي هذا النداء الفطري، ومع تعاطفنا مع موقفك إن صحت روايتك من أن الزوج ظل يُخفي أمره ويخادع طوال هذه الفترة، فإننا نقول: إن العجز الجنسي هو الذي يسوغ طلب التفريق للعيب، وتحتفظ معه المرأة بحقوقها المالية، أما إذا كان الزوج صالحًا للمعاشرة الجنسية فليس للزوجة أن تطلب التفريق بسبب العقم وحده؛ لأن هذه مشيئة الله عز و جل ، فقد قال تعالى: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا﴾ [الشورى: 49، 50]
وما دام تحقيق العفاف والإحصان موجودًا فقد أدى الزوج مهمته، فإذا لم تطق الزوجة صبرًا على ذلك فأمامها الخلع، فيمكنها أن تخالع زوجها وترد إليه ما بذله لها من مهر، وتملك بعد ذلك أمرها فترتبط بعد العدة بمن تشاء. والله تعالى أعلى وأعلم.