حصلت مشادة بيني وبين زوجي وطردني من مسكن الزوجية، وعند خروجي من المنزل قال لي: «أنا مطلقك من يوم مات أبوك وعايش معاك في الحرام».
وكان قديمًا يرمي عليَّ الطلاق، ولم أستطع أن أحسب الطلقات، وعندما كلمه الناس قال: أنا بهزر معها.
وليس لدي شهود غير أولادي، وهم في سن 26 و24، وهم ولدان؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الطلاق يا بنيتي هَزْلُه جِدٌّ(1).
وقوله أنه كان يمزح. لا يغني عنه شيئًا؛ ولهذا فإننا ننصحك بالذهاب إلى أحد المفتين المجاورين لك؛ لكي تتكلمي معه وجهًا لوجه، فيستمع إليك، وإلى زوجك، ويستقصي ظروفَ كل طلقة، ويُفتي لكما بما يُريه الله عز وجل. وأمثال هذه القضايا الجسيمة لا يصلح الإفتاء فيها عن بُعد.
وأسأل الله أن يجعل لكم فرجًا ومخرجًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) فقد أخرج أبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على الهزل» حديث (2194)، والترمذي في كتاب «الطلاق» باب «ما جاء في الجد والهزل في الطلاق» حديث (1184)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «من طلق أو نكح أو راجع لاعبًا» حديث (2039)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ هَزْلُـهُنَّ جِدٌّ وَجِدُّهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالْعِتْقُ». وقال الترمذي: «حديث حسن». وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» حديث (3027).