السؤال:
في إحدى المرات قلت لزوجي: «لقد قرب موعد رجوع أخي من الحج وعندما يأتي سأقول له أنك قربت من أن تطلقني».
فأجابني زوجي قائلًا: «قولي له أنه- يعني زوجي- طلقني». يقصد قولي له: «طلقني» أحسن «قرب أن يطلقني».
فهل يقع بهذا طلاق؟ مع العلم أن أخي صديق زوجي منذ 13 سنة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الإخبار الكاذب بالطلاق لا يقع به طلاقٌ في الأرجح، ولكن إن كنتم قد قصدتم بهذا المزح فهو مزح بغيض ثقيل منكر،
لا يعكس ظُرفًا، بل يعكس سفهًا وحماقةً وطيشًا.
فابتعدوا عن اللعب بالنار، فإنَّ جِدَّ الطلاق وهزلَه سواء([1]).
ولئن كانت قد سلمت هذه المرة فأخشى أن لا تسلم المرات القادمة.
وواضح من خلال كم الأسئلة التي ترِدُ منكم أنكم قوم تستسهلون المزح بالطلاق، وتجعلونه أنشودةً على أفواهكم،
فما أقبح هذا وما أسمجه وما أنكره!
أقلعا عن هذا على الفور واختاروا ما تمزحون به غير الطلاق، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
([1]) أخرجه أبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على الهزل» حديث (2194)، والترمذي في كتاب «الطلاق» باب «ما جاء في الجد والهزل في الطلاق» حديث (1184)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «من طلق أو نكح أو راجع لاعبًا» حديث (2039)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ؛ النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالرَّجْعَةُ». وقال الترمذي: «حديث حسن». وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» حديث (3027).
يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الطلاق الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي
كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي