إذا كان هناك شك في الطلاق بين الرجل وزوجته، أعلم أنه بالشك لا يوقع الطلاق، ولكن سؤالي على فرض وقوع هذا الطلاق والرجل لا يعرف، فكيف يعرف الرجل أن زوجته ليست محرمة عليه؟ أي ما علامات ذلك التحريم في حياته وفي ماله وأولاده؟ وهل يُحس الزوج والزوجة بذلك التحريم في علاقتهما معًا ويؤثر ذلك في العبادة والإقبال على العبادات؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأول ما ننصحك به ألا تُدخل نفسك في مضايق الطلاق باختيارك ثم تُكثر الشكاية بعد ذلك! تجنب إجراء لفظ الطلاق على لسانك حتى لا تدخل في محارق الشك على هذا النحو.
ثم أن تعلم أنك عندما تسلك الطريق الشرعي في الاستفتاء، فتبسط الوقائع بصدق وشفافية أمام المفتي، ثم تلزم نفسك بما يفتيك به المفتون؛ فقد أدَّيت ما عليك وبرئت ذمتك، حتى ولو كان الواقع الذي يعلمه الله خلاف ذلك؛ فإن الله لا يكلف نفسًا إلا وُسعها(1)، وقد استفرغت وُسعَك وأديت ما عليك فلا يحاسبك الله بفضله ورحمته على ما وراء ذلك، ولن تجد إلا الخير إن شاء الله.
فأخرج نفسك من هذه الوساوس، وأقبل على أحوالك فاستصلحها.
وأسأل الله جل وعلا أن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) قال تعالى:﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾[البقرة: 286]