شيخنا عندي أخ مدين ومات الدائن، ويرفض بعض الورثة أن يُخبروه من هُم بقية الورثة؛ فبماذا يٌبرئ ذمته إن كان غاية وسعه الوصول إلى بعضهم فقط؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن التكليف مناطُه القدرة، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
فيلزمه أن يبذُلَ جهده، وأن يستفرغَ وسعه، في محاولة الوصول إلى بقية الورثة.
ونحن نعيش في زمن ثورة تكنولوجيا المعلومات، وأظنُّه إن بذل جهدًا كافيًا تمكن من الوصول إليهم بإذن الله، فإن عجزَ عن الوصول إلى الورثة كافةً فإن ذمته تبرأ بدفع المال إلى من عرفه منهم.
ولكن ينبغي أن يشهد على ذلك، وأن يأخذ منه إقرارًا كتابيًّا أنهم هم الورثة، وأنه لا ورثةَ غيرهم، إن استطاع، أو أنهم لم يخبروه عن بقيَّة الورثة، ويوثِّق هذا ليكون حجةً عند الاقتضاء.
وعجيب أمر هؤلاء وقد وعظوا بفقد ميِّتِهم، فلا يزدهم ذلك إلا تكالبًا على الدنيا، واستطالةً ظالمة على حقوق غيرهم! فيا حسرة على العباد! اللهم رُدَّهم إليك ردًّا جميلًا، واجعل ذلك آخر خطيئاتهم يا رب العالمين. والله تعالى أعلى وأعلم.
يريد أن يرد دَيْنًا لورثة دائنه وهو لا يعرف جميعهم
تاريخ النشر : 25 أكتوبر, 2025
التصنيفات الموضوعية: 03 الوصايا والفرائض
فتاوى ذات صلة: