أمي لديها مرض نفسي فصام ثنائي القطب، وهي تعامل أختي معاملةً سيئة، وللأسف لأنني أطاوعها فقد أعطتني شقَّةً باسمي وإخوتي الذُّكور كتبت لهم مبالغَ كبيرةً في البنك، مع أننا لم نطلب منها ذلك، فما العمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ هو العدل بين الأولاد في العطيَّة؛ لقوله ﷺ: «اتَّقُوا اللهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ»(1)، ففي حديث النعمان بن بشير ب: أن أباه أتى به إلى رسول الله ﷺ فقال: إني نحلتُ ابني هذا غلامًا، أي: وهبتُه عبدًا كان عندي؟ فقال رسولُ الله ﷺ: ««أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَهُ مِثْلَهُ؟»». فقال: لا. فقال رسولُ الله ﷺ: ««فَأَرْجِعْهُ»»(2)، وفي رواية: فقال رسولُ الله ﷺ «فَاتَّقُوا اللهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ». قال: فرجع فردَّ عطيَّتَه(3). وفي رواية عند مسلمٍ: «فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا؛ فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ»(4). اللهم إلا إذا وُجد للتمييز سببٌ يقتضيه، كزَمانة ونحوه.
وقد تكون والدتُك معذورةً لمرضها، أما أنتم فينبغي عليكم أن تُعينوها على طاعة الله عز و جل ، وأن تأتمروا بينكم بمعروفٍ، وأن تتراضَوا على وَضْع تطيب به نفوسُ الجميع، وأن تتراضوا الحقوق فيما بينكم على نحوٍ تطيب به عطايا أمِّكم لكم وتُبرِّئون به ذمَّتها أمام الله عز و جل . زادكم اللهُ برًّا وصلة وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________________
(1) متفق عليه.
(2) أخرجه البخاري في كتاب «الهبة وفضلها والتحريض عليها» باب «الهبة للولد» حديث (2586).
(3) أخرجه البخاري في كتاب «الهبة وفضلها والتحريض عليها» باب «الإشهاد في الهبة» حديث (2587).
(4) أخرجه مسلم في كتاب «الهبات» باب «كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة» حديث (1623).