سؤالي يا سيدي الشيخ هو:
إن ابني متزوج، وعنده ولدان، ويسكن في «أبارت منت» وحالته المادية ليست مرتفعة، وزوجته ظهر أنها حامل وقد صار لها ستة أسابيع، وزوجها قال لها: «لازم تنزلي البيبي أو أطلقك، لأني ما أقدر على مصاريف ولد آخر».
وصارت بينهم مشاكل كثيرة، وهو يريد أخذها إلى الدكتور كي تجهض الجنين، هل هذا حرام؟ لو سمحت أريد أن أعرف ما الصواب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الصواب أن تنصح ولدك لله عز و جل وأن ترده عن غيِّه، وأن تُجدِّد ثقته بربه، وأن تحمله على حُسن الظنِّ به، وأن تُبين له أن الولدَ يُكتب له رزقه وهو لا يزال جنينًا في بطن أمه.
فعن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق: «إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أربَعِينَ يَومًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ، فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ. فَوَالَّذِي لا إلهَ غَيْرُهُ، إنَّ أحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وبيْنَهَا إلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيهِ الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ فَيدْخُلُهَا، وَإنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلَّا ذراعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيهِ الكِتَابُ فَيعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا»(1).
ونسأل اللهَ أن يُلهمه رشده، وأن يردَّه إليه ردًّا جميلًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «بدء الخلق» باب «ذكر الملائكة» حديث (3208)، ومسلم في كتاب «القدر» باب «كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله» حديث (2643).