زوجتي في الأسبوع السادس من الحمل، ونرغب في إنهاء الحمل بواحدٍ من الأدوية التي تُعتبر آمنةً نسبيًّا لأسباب تتعلق بترتيباتنا للمستقبل، أيضًا سِني الذي تقدمت بعض الشيء. هل يجوز هذا شرعًا؟ وإذا كان ذنبًا هل يمكن التكفيرُ عنه؟ أرجو من فضيلتكم الردَّ سريعًا لأخذ القرار.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصل هو المحافظة على الجنين، شكرًا لله جل وعلا على هذه النعمة التي يفتقدها كثيرٌ من الناس، ويودُّون التضحيةَ بنصف أعمارهم من أجل أن تكتَحِل أعينُهم برؤية ولدٍ لهم.
ولكن إذا رأى الزوجان المصلحةَ في إجهاض الجنين في الأربعين يومًا الأولى، قبل أن يبدأ الجنينُ في مرحلة التخلُّق، فأرجو أن يكون في ذلك رخصةٌ.
وتخليقُ الجنين يبدأ بعدَ انقضاءِ الأسبوع السادس؛ لحديث حُذيفة بن أسيد عند مسلم: «إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً بَعَثَ اللهُ إِلَيْهَا مَلَكًا فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَـحْمَهَا وَعِظَامَهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْـمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَجَلُهُ؟ فَيَقُولُ رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْـمَلَكُ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ رِزْقُهُ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْـمَلَكُ. ثُمَّ يَخْرُجُ الْـمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ فَلَا يَزِيدُ عَلَى مَا أُمِرَ وَلَا يَنْقُصُ»(1). والله تعالى أعلى وأعلم
________________________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «القدر» باب «كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته» حديث (2645)، من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه.