نحن أسرة نعيش في كندا ورزقنا الله بولد في صحة جيدة والحمد لله.
زوجتي الآن حامل في الشهر الرابع والنصف، والجنين شُخِّص على أن لديه مشاكلَ في الجينات، وأن ١٠٠% من الخلايا فاقدة لقطعة كبيرة من chromosome مما تسبب في نقص في بعض الأعضاء كالقلب والعظام والرأس.
وأكدت الأشعة والتحاليل الجينية أن الجنين يُمكن أن يموت في أي لحظة من الحمل أو أثناء الولادة، وأنه لا مفرَّ من إصابته بالمرض وموته (ليس هناك مجال للشك في صحة التحاليل).
الطبيب أكَّد أن الإجهاض في هذه المرحلة لا يُسبب خطرًا على صحة الأم، بينما الانتظار أكثر يمكن أن تكون له عواقب على صحتها. زوجتي تُعاني من اضطرابات نفسية ويمكن أن يؤثر استمرارُ الحمل على صحتها.
سؤالي لسماحتكم- أدامكم الله- عن مدى جواز عملية الإجهاض في مثل حالتنا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يجوز الإجهاضُ بعض مضي أربعة أشهر ونفح الروح في الجنين إلا إذا تعارضت حياتُه مع حياة أمه، وليس لمجرَّد توقع المضرة، وقد صدر بهذا قرار المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي حول إسقاط الجنين المشوه.
وهذا هو نص القرار:
إذا كان الحملُ قد بلغ مائةً وعشرين يومًا، لا يجوز إسقاطه، ولو كان التشخيص الطبي يفيد أنه مشوه الخلقة؛ إلا إذا ثبت بتقرير لجنة طبية، من الأطباء الثقات المختصين، أن بقاء الحمل فيه خطر مؤكد على حياة الأم، فعندئذ يجوز إسقاطه، سواء كان مشوهًا أم لا، دفعًا لأعظم الضررين.
قبل مرور مائة وعشرين يومًا على الحمل، إذا ثبت وتأكد بتقرير لجنة طبية من الأطباء المختصين الثقات- وبناءً على الفحوص الفنية، بالأجهزة والوسائل المختبرية- أن الجنين مشوه تشويهًا خطيرًا، غير قابل للعلاج، وأنه إذا بقي ووُلد في موعده، ستكون حياتُه سيئةً، وآلامًا عليه وعلى أهله، فعندئذ يجوز إسقاطُه بناء على طلب الوالدين.
والمجلس إذ يقرر ذلك يوصي الأطباء والوالدين بتقوى الله، والتثبت في هذا الأمر. والله ولي التوفيق.والله تعالى أعلى وأعلم.