هل يعتبر استعمال المنديل المبلل بالماء استنجاءً أم استجمارًا؟ وهل يجزئ مسحه وحده بالمنديل المبلل؟ فتح الله عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الاستنجاء هو غسل الـمَخرج بالماء، وما ذكرت لا يُعتبر غسلًا، ولكنه من جنس المسح، وكل من الاستجمار أو الاستنجاء مجزئٌ في تحصيل الطهارة المنشودة، ويُجزئ الاستجمار إذا استُعمل اللبن، أو الخِرَق، أو المناديل، أو الحجر، ولكن ينبغي أن يكون ثلاثَ مراتٍ أو أكثر؛ حتى يُزال الأذى؛ لقول النبيِّ ﷺ: «إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْغَائِطِ فَلْيَسْتَطِبْ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ؛ فَإِنَّهَا تُجْزِئُ عَنْهُ»(1)، والعبرة بالتنقية.
والجمع بين الاستجمار والاستنجاء أفضل؛ فقد مدح الله به أهلَ مسجد قباء في قوله تعالى: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108] وذكر في تفسيرها أنهم كانوا يجمعون بين الاستجمار والاستنجاء. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/108) حديث (24815) من حديث عائشة؛ وصححه الألباني في «إرواء الغليل» (44).