أنا فتاة مدة الدورة عندي سبعة أيَّام، وعلامة طُهري نزول القصَّة البيضاء، ولكن أحيانًا يحدث معي أحدُ الأمرين: إما أن تنزل مني القصَّة ومعها قليل من اللون الأصفر؛ حيث إنني أجد إفرازات لونها أصفر في ملابسي، أو لا أجد إفرازات في ملابسي الداخلية ولكن عندما أضع منديلًا في الفرج أجد إفرازات لونها أصفر ومختلطة بالقصَّة البيضاء، ويستمر هذا الأمر عدة أيَّام لا يوجد دمٌ ولكن إفرازات لونها أصفر؛ فأنتظر توقُّفَها ونزول القصَّة نظيفةً، فإذا لم تنزل نظيفة حتى اليوم الخامس عشر أغتسل في صباح اليوم السادس عشر؛ لأنني سمعتُ أن أقصى مدة للحيض هي ستة عشر يومًا.
فهل ما أفعله صحيحٌ؟ أرجو الردَّ بشكل ضروريٍّ لأنني والله محتارة وأصبحت أقضي الصلوات التي لم أُصلِّها في تلك الأيَّام، حيث إنني لم أعرف هل أنا طاهرة أم لا، وخصوصًا بعد الأيَّام السبعة التي يتوقَّف فيها الدَّم عن النزول.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الطُّهر يكون بأحد أمرين: الجفاف، أو رؤية القصَّة البيضاء. والصُّفرة أو الكدرة في زمن الحيض استمرارٌ للحيض، أما الصفرة والكدرة في غير زمن الحيض ليست بشيءٍ.
وبناء على هذه القواعد فإن كُنتِ تُميِّزين أيَّامَ الدَّوْرة وقد استقرَّت عندك على سبعة أيام ثم أخذَتْ تعتريك هذه التَّغيُّرات فلا تلتفتي إليها، بل إذا انتهت أيَّامُ حيضك المعتادة تطهَّرت ولا تلتفتي إلى ما يكون من صفرةٍ أو كدرة؛ لأن ذلك خارج أيَّام الدَّوْرة المعتادة، وقد سبق أن الصفرةَ والكدرة في غير زمن الحيض ليست بشيءٍ.
أما إذا كانت الدَّوْرة غيرَ مُستقِرَّةٍ عند سبعة أيَّام بل تضطرب أحوالها مَرَّة سبعة ومرة تزيد ومرة تنقص فما تفعلينه هو الصَّحيح، فاستمرِّي في استصحاب أحكام الحيض حتى يكونَ الجفاف أو القصة البيضاء، إلى خمسةَ عَشَرَ يومًا، وهي أقصى مدةٍ للحيض، فما زاد على ذلك فهو استحاضةٌ لا تمنعك من مباشرة العبادات التي تُشترط لها الطَّهارة، على أن تتحفَّظي وتتوضَّئي لوقتِ كلِّ صلاةٍ. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.