ما حكم وجود المذي الذي يخرج عند التفكير في الجماع على ملابسي بعد غسل ذَكَري؟ وهل يلزمني غسلُ الملابس الداخلية قبل الصلاة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن المذي: هو السائل الأبيض اللزج الذي يخرجُ عند فتور الشهوة بلا شهوة، ولا يعقب خروجه فتورٌ في البدن، ولا يُشعَر بخروجه غالبًا، ويخرج عند الملاعبة أو التفكير في أمر الجماع.
والمذي نجسٌ يجب الوضوء منه بإجماع العلماء، ويجبُ غسل ما أصاب البدن منه، وأما الثياب فالأكثر على وجوب غسل ما أصابه المذيُ منها، وذهب أحمد : في رواية عنه إلى أنه يكتفى في الثياب بالنَّضْح، ودليلُه حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: كنت ألقى من المذي شدةً وعناء، وكنت أُكثر منه الاغتسال، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ فقال: «إِنَّمَا يَجْزِيكَ مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءُ». فقلت: يا رسول الله، كيف بما يُصيب ثوبي منه؟ قال: «يَكْفِيكَ أَنْ تَأْخُذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَتَنْضَحَ بِهِ ثَوْبَكَ حَيْثُ تَرَى أَنَّه قَدْ أَصَابَ مِنْهُ»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
_____________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (3/485) حديث (16016)، وأبو داود في كتاب «الطهارة» باب «في المذي» حديث (210)، والترمذي في كتاب «الطهارة» باب «ما جاء في المذي يصيب الثوب» حديث (115)، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وذكره الألباني في «صحيح سنن أبي داود» حديث (210).