حول رطوبة فرج المراة واثره على الطهارة
السؤال:
هل لو كانت رطوبة فرج المرأة داخل الفرج- الفرج الداخلي أو الفرج الظاهر الذي يمكن غسله- هل مجرد تواجد الرطوبة هناك
تجعل وضوئي منتقض؟ أم يشترط أن أخرِجَ الرطوبة من الفرج الباطني أو الظاهري؟
بمعنى آخر: هل مجرد تواجد الرطوبة داخل الفرج سواء الفرج الداخلي- المهبل- أو الفرج الخارجي- الذي يجب غسله
للاستنجاء- تجعل الوضوء مباشرةً ناقضًا؟
فأنا قمت بتجربة محاولة تجفيف فرجي الظاهر بالورق باليد ولم أستطع ذلك أبدًا، فإنه دومًا أظنه جافًا فأدخل إصبعي فأجد بللًا،
وكذلك الأمر عند صديقاتي اللاتي طلبت منهن إجراءَ نفس التجربة- فحينها تكون صلاتي دومًا منتقضة لعدم إمكانية تجفيف
الفرج الداخلي أو الظاهري أبدًا؟ ثم هل عليَّ إثم إن تركت دلكَ أعضاء الجسد عند الوضوء والغسل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن مجرد وجود الرطوبة داخل الفرج ليس ناقضًا للوضوء ما لم تبرز؛ لأنه يبعد أن يجفَّ فرج المرأة من الداخل،
والله تعالى يقول: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
ولهذا فإن الناقض للوضوء هو خروجُ هذه الإفرازات إلى خارج الفرج على الراجح من أقوال العلماء، وليس مجرَّد وجودها فيه،
فحديثُ العلماء في هذه المسألة وخلافهم فيها ليس حول الرطوبة الداخلية بل حول الإفرازات الخارجية.
أما الدَّلْكُ فليس بواجب عند جمهور العلماء.
وقضيتُكِ ليست في وجوب الدَّلك أو عدم وجوبه، قضيتُكِ هي في الشَّك والوساوس القهرية التي تعتريك.
والدلك الذي أفتى بوجوبه المالكية لا يقصد به كشطُ الجلد وجَلْدُ النفس على النحو الذي تتوهمينه.
فاطرحي هذه الوساوس، واخرجي من هذه المحارق فإن الدِّينَ يُسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه([1]). والله تعالى أعلى وأعلم.
______________________
([1]) ففي الحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «الدين يسر» حديث (39) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْـجَةِ».
يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الطهارة الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي
كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي