أنا شاب مصاب باحتقان في البروستاتا، مما يؤدِّي إلى خروج مذي مني على فترات متقطعة، وأيضًا استمرار البول فترة قد تصل إلى قرابة ساعة بعد التبول، المشكلة في الطَّهارة، فقد سمعت أنه طالما الخروج على فتراتٍ تسع التطهُّر والصَّلاة فيجب فِعلُ ذلك. ولكن قد يُؤدِّي إلى مشقَّةٍ بالغة، فليس يتاح لي دائمًا دورة مياه، ويكون قد خرج مني مذيٌ. فالسُّؤال هو: هل يجوز الوضوء لكلِّ صلاةٍ فقط من دون استنجاء قياسًا على السلس أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن أصحابَ الأعذار ممن يدوم نزولُ المذي منهم على فترات متقطِّعة على النَّحْو الذي ذكرت يُنظر في أمرهم: فإن انضبط لهم وقتٌ لا تنزل فيه هذه السوائل ويتمكَّنون معه من أداء الصَّلاة في وقتها فينبغي لهم أن ينتظروا إلى هذا الوقت، فـ«لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ»، أما إذا كان لا ينضبط لهم في ذلك وقتٌ معلوم، فإنهم يتوضَّئون لوقتِ كلِّ صلاة بعد الاستنجاء والتحفُّظ، ثم يُباشرون بهذا الوضوء ما شاءوا من عباداتٍ إلى أن يدخل وقت الصَّلاة الأخرى فيُعيدون الكرَّة في الاستنجاء والتحفُّظ والوضوء من جديد، وهكذا. ونسأل اللهَ أن يمسح عليكم بيمينه الشَّافية، وأن يجمعَ لكم بين الأجرِ والعافيةِ. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.