شيخنا الفاضل، أعانكم الله ووفقكم لما يحبُّ ويرضى. آمين.
السؤال: أحد إخواننا يعمل في مجال التمريض والعناية بالعَجَزة والمسنين، وبعضهم لا يستطيع التبوُّل بنفسه- أكرمكم الله- فيأتيهم صاحبنا في بيوتهم لمساعدتهم على قضاء هذه الحاجة، بتنظيف محل العانة والفرج، ثم وضع جهاز طبي يساعدهم على عملية التبول.
و هذا جزء من عملٍ بدوام كامل، فإذا رضي بالدوام الجزئي فله الحق أن يقتصر على إعطاء الحقن الطبية فقط، وحينها لا يطلع ولا يلمس عورة مغلظة.
وهو مستعد لقبول النصيحة الشرعية والاكتفاء بالدوام الجزئي ثم يبحث عن مصدر آخر للرزق في الساعات المتبقية من اليوم.
فما هو رأيكم يا فضيلة الشيخ؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلابد لهؤلاء المعوقين من قائمٍ يقوم عليهم ويتولى شئونهم، وإعاقتهم لا تقتضي تجنُّبهم، بل تقتضي بذلَ المزيد من الرعاية لهم والشفقة عليهم.
ومن ثمَّ فلا حرج في تنظيف هؤلاء المعوقين بالغسل ونحوه، لكن مع ستر عورتهم وتنظيفها من وراء حائل من لباس ونحوه، ومع وضع شيء على اليد من جورب أو لفافة يمنع تلوثها بالنجاسة.
ويحتسب الأجر في ذلك على الله عز وجل، مع الحرص على بذل رعايته لجنسه من الذكور أو من الإناث، فلا يصلح أن يتولى الرجل القيام على تنظيف العجزة من النساء أو العكس إلا عند الضرورات، ولعل الله أن يُنقذ به بعض هؤلاء من النار. قال في الإنصاف ( من ابتلي بخدمة مريض أو مريضة في وضوء أو استنجاء أو غيرهما فحكمه حكم الطبيب في النظر والمس، نص عليه، كذا لو حلق عانة من لا يحسن حلق عانته، نص عليه، وقاله أبو الوفاء، وأبو يعلى الصغير..) والله تعالى أعلى وأعلم.
تمريض كبار السن ممن لا يستطيعون التبول بتنظيف الفَرْج
تاريخ النشر : 19 أغسطس, 2025
التصنيفات الموضوعية: 01 الطهارة
فتاوى ذات صلة:
