سيدي، في جهتنا، المرأة بعد الولادة وفي فترة النفاس الذي هو عندنا حتمًا أربعون يومًا، لا تستحم ولا تنظف حتى شعرها، ولا تصلي أيضًا إلا بعد الأربعين، ما رأي الإسلام في هذا؟ وهل يعقل عدم الاستحمام والنظافة لمدة أربعين يومًا والمرأة في حالة إرضاع ورعاية لمولود يستوجب النظافة والصحة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن امتناع المرأة النفساء عن الاغتسال للتنظف لا أصل له من الشرع المطهر، بل هو مما تسلل من الموروث البيئي في بعض الثقافات، ولا صلة له بالدين، فيُشرع للمرأة أن تغتسل للتنظف متى احتاجت إلى ذلك، وأن تعتني بشعرها كيف شاءت؛ فإن إكرام الشعر والاعتناء به سنة للرجال والنساء جميعًا، فكيف بالمرأة خاصة وهي التي تنشأ في الحِلْيَة ومن شأنها الزينة وحسن التبعل.
أما ترك الصلاة أثناء النفاس فإنه يرتبط بوجود الدم، ويستمر باستمراره، فإذا وجد دم النفاس لزمها الامتناع عن الصلاة وعن الصيام، وإذا انقطع تطهرت وعادت سيرتها الأولى من الصلاة والصيام، فإذا استمر الدم بعد الأربعين يومًا فإنه يُصبح دم استحاضة، لا يمنعها صلاتها وصيامها وسائر عباداتها، بل تتطهر لوقت كل صلاة، وتباشر عباداتها المعتادة. والله تعالى أعلى وأعلم.