ما حكم صيام من خرج من فرجه مذي وليس منيًّا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد اختلف أهلُ العلم في كون المذي مُفسدًا للصوم إن تسبَّب الشخص في نزوله:
فمذهب الحنابلة أنه يُفطر به إن كان سببُ نزوله المباشرةَ كاللمس باليد أو التقبيل وما أشبه ذلك؛ فإن كان سببُ نزوله تكرارَ النظر فإنه لا يُفطر به.
وذهب أبو حنيفة والشافعيُّ إلى أن نزولَ المذي لا يُفطَر به مطلقًا؛ سواءٌ نزل بمباشرةٍ أم بغيرها، وأن المُفسدَ للصيام هو نزولُ المنيِّ لا المذي.
ومذهب أبي حنيفة والشافعي هو الرَّاجح في النظر، والحجة في ذلك عدم الحجة، أي عدم الحجة على أن نزولَ المذي مفسدٌ للصيام؛ لأن هذا الصومَ عبادةٌ شَرَع فيها الإنسانُ على وجهٍ شرعيٍّ فلا يُمكن أن تَفسُدَ هذه العبادة إلا بدليلٍ.
وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين عليهم رحمة الله جميعًا، كما أنه اختيار اللجنة الدائمة للإفتاء ببلاد الحرمين. والله تعالى أعلى وأعلم.
الصوم لمن خرج منه مذي
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 01 الطهارة