التيمم عند عدم تمام الوضوء لمسن غير مستطيع

أبي في أواخر عامه التاسع والسبعين، وهو ولله الحمد بصحَّة جيدة ولكنه لا يستطيع رفعَ قدمه إلى الحوض لغسل رجلَيْه، وكذلك يكسل عن تشمير أكمامه فوق الكوعين ويكتفي بالمسح على رجليه وكذلك بالمسح على يديه، ولا يرضى أن يغسل رجليه بالدش الذي بدون بانيو، حتى في حال ارتدائه الجوارب قد يستمر في لبسهم لمدة طويلة قد تستمر أسبوع حتى لا يغسل قدميه عند الوضوء.
وقد أهدته أختي ما يوضع تحت الحوض لغسل الأرجل للوضوء لكبار السن ولكنه رفضه وأعاده لها.
أبي بدأ المواظبة على الصلاة والالتزام منذ سنوات قد تصل إلى عشر، ولذلك نحاول معه دائمًا ببيان ما يجب عليه وكيفية الصلاة والوضوء وحثه على الإحسان فيهم، ولكن أخشى إن ضغطت عليه أن ينفر.
ولذلك أتساءل هل يمكن أن أعطيه حجرًا ليتيَمَّم به بعد الوضوء ليُجزِئ ذلك عنه في حالة عدم تمام الوضوء، أم أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ولذلك ليس عليه في الوضوء والغسل وغير ذلك ما لا يستطيعه. وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الله جل وعلا قد خفَّف عن أصحاب الأعذار، فأسقط عنهم ما يعجزون عنه، وشرع لذلك البدائل الميسورة لهم، ومن قواعد التشريع رفعُ الحرج، وأنه إذ ضاق الأمر اتسع.
ولكن بالنسبة للوالد حفظه الله لا يصلح الكسلُ عن تشمير أكمامه إلى المرفقين عذرًا لإسقاط واجبِ غَسلِ اليدين إلى المرفقين، كما لا يصلح أن يرتدي الجورب ويمسح عليه لمدة أسبوع كامل، بل إن مدة المسح الشرعية يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر، فينبغي رفعُ همته، وتقويةُ عزيمته ليتجاوز هذا الكسل، على أن يكون ذلك بغايةِ الرفق والتلَطُّف، وينبغي أن يُعان برفق على ردِّ الأمر إلى نصابه الشرعي.
حاول معه ما استطعت، فإن عجزت ووصلت إلى طريق مسدود، وكنا امام حالة نفسية مرضية فلعل استكمالَ النقص بالتيمم يمَهِّد له عذرًا بسبب حالته النفسية والمرضية، وحسابه في ذلك على الله، ولا نجزم أن هذا سبيل إلى الخلاص من التبعة بالنسبة له.
نسأل الله أن يحسن لنا وله الخاتمة وأن يعيننا إياه على ذكره وشكره وحسن عبادته. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 19 أغسطس, 2025
التصنيفات الموضوعية:   01 الطهارة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend