هل النَّهْي عن التبوُّل في المغتسل ينطبق على التبول في أثناء الغسل فيما يُسمَّى البانيو؟ وهذا الأمر يحدث عفويًّا حيث قد ينزل ما تبقَّى من البول في أثناء الغسل حتى لو سبق الغسل بالتَّخلُّص من البول في مكانه المعتاد؟ جزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي لك تقصُّد البول في البانيو لدخوله في عموم النَّهْي عن التبول في المغتسل(1)؛ فإن عامَّة الوسواس منه، أمَّا ما يكون من ذلك عفوًا بغير تقصدٍ فأرجو أن يكونَ في دائرة السعة، لاسيَّما مع كون الماء جاريًا؛ لأنه يتسرب من البانيو ولا يُمسك داخله. زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) فقد أخرج أبو داود في كتاب «الطهارة» باب «في البول في المستحم» حديث (27)، والترمذي في كتاب «الطهارة» باب «ما جاء في كراهية البول في المغتسل» حديث (21)، وابن ماجه في كتاب «الطهارة وسننها» باب «كراهية البول في المغتسل» حديث (304)، والحاكم في «مستدركه» (1/273) حديث (595). من حديث عبد الله بن مغفل ، وقال الترمذي: «وقد كره قوم من أهل العلم البول في المغتسل وقالوا: عامة الوسواس منه. ورخص فيه بعض أهل العلم منهم ابن سيرين. وقيل له: إنه يقال إن عامة الوسواس منه. فقال: ربنا الله لا شريك له. و قال ابن المبارك: قد وسع في البول في المغتسل إذا جرى فيه الماء»، وقال الحاكم: «حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وله شاهد» ووافقه الذهبي، وحسنه النووي في «المجموع» (2/110)، وذكره ابن حجر الهيتمي في «تحفة المحتاج» (1/164) وقال: «صححه ابن السكن»