سؤالي عن شيء أعاني منه ولا أعرف إذا كان طبيعيًّا أو أنه مرض؛ عندما أشعر أني أريد أن أقضي حاجتي، بعدها بثوان فقط أشعر ببَلَل في الثياب الداخلية من الخلف وأرى هذا البلل، ويحدث هذا معي دائمًا، أعتبر دائمًا أن هذا الماء نجس، وهو الأمر الذي يتعبني كثيرًا، خصوصًا أنني أكون مضطرًّا إلى تغيير الثياب كاملة بسبب هذا البلل الذي لا أعرف ما هو، وقد يحدث هذا معي مرتين في اليوم أحيانًا، أعاني من هذه المشكلة منذ حوالي سنتين، وأحيانًا تضيع مني بعض الصلوات عن وقتها لكوني خارج المنزل ولا أستطيع تغيير الثياب، فما المفروض علي أن أفعله في هذا؟ وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنبدأ بنصيحتك بعرض حالتك على أهل التخصص من الأطباء لعلك تجد عندهم سبيلًا للتخلص من هذه المعاناة، فـ«مَا أَنْزَلَ اللهُ عز وجل دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(1).
ثم نثني بالقول بأن ما يخرج من السبيلين نجس، فإن خرج منك شيء حقيقة ولم يكن ذلك على سبيل الوهم فيلزمك التطهر منه بالاستنجاء، ثم بتطهير ما أصاب ثوبك وبدنك منه، إلا أن إزالة النجاسة عن الثوب والبدن يكون واجبًا حسب الذكر والقدرة، فإن عجزت عن تطهير ثوبك أو صليتَ بشيء من ذلك ناسيًا فصلاتك صحيحة، ولا يجوز لك أن تؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها لعدم تمكنك من تبديل ثيابك أو تطهيرها، بل يلزمك عند العجز أن تصلي على الحالة التي تكون عليها، وقد أُمر المكلف بتقوى الله ما استطاع(2). ونسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/413) حديث (3922)، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».
(2) قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]