والدي يبلغ من العمر 78 عامًا، مريض بالقلب منذ سنوات، ومنذ شهر ونصف مر بوعكة صحية شديدة بسبب نزلة شعبية حادة سببت له ضعفًا حادًّا في القلب وفشلًا في عضلة القلب، ودَخَل الرعاية المركزة مرتين في شهر واحد ومنذ هذا التاريخ منعه الطبيب من أي مجهود ولو بسيطًا، ومنعه أيضًا من الخروج إلا في الضرورة، علمًا بأننا نسكن الطابق الخامس، ومنعه أيضًا من أي انفعال. أرجو من فضيلتكم الرد على هذه الأسئلة الخاصة بهذا الموضوع:
1- والدي لم يصلِّ صلاة الجمعة منذ هذا التاريخ، فهل علية إثم؟
2- سيدي الشيخ، والدي لم ينقطع يومًا عن الصلاة، وكان مواظبًا على الصلاة في وقتها وصلاة قيام الليل، ولكن بعد مرضه الأخير أصابه خوف شديد من الماء؛ خوفًا من تكرار المرض وحتى لو كان الماء ساخنًا، فابتعد عن الوضوء واكتفى بالتيمم قبل كل صلاة، فهل تصح صلاته؟ وإن لم تصح فماذا أفعل فوالدي أصبح عصبيًّا لدرجة كبيرة؟ وكيف أستطيع إقناعه بدون انفعال، علمًا بأني حاولت إقناعه بفرضية الوضوء فيقول لي: إن الله غفور رحيم، وبعدها ينفعل فأتوقف خوفًا عليه، أرجو الرد والإفادة. شكرًا لك وجزاك الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لا حرج على والدك بفضل الله لا في التيمم ولا في ترك صلاة الجمعة وصلاة الظهر بدلًا منها، فإن المرض رخصة في ترك الجُمَع والجماعات ورخصة في ترك استعمال الماء، ولكن ينبغي بالنسبة لاستعمال الماء أن تستشير الطبيب المعالج، فربما كان استعماله لا يضر بأبيك، وربما تمكن الطبيب من إقناع والدك بذلك.
واصل بِرَّك به، واغتنم هذه الفرصة واتخذ منها سبيلًا إلى ربك وطريقًا إلى مرضاته، وستجد أثر ذلك بإذن الله عافية في بدنك وسعة في رزقك وصلاحًا في ذريتك بإذن الله. والله تعالى أعلى وأعلم.