سؤالي شيخنا عن امرأة ولدت، ثم جاءها النِّفاس وانقطع بعد مرور شهرٍ تقريبًا أو أقلَّ من شهرٍ، وعندما انقطع الدَّم انتظرت فترةً لتتأكَّد من طهرها، فهي لا تستطيع أن تعرفه بما حدده النَّبيُّ لطهر المرأة من القصَّة البيضاء، وهذه الفترة وصلت إلى أسبوع، كان في خلالها تنزل إفرازاتٌ بُنِّيَّةٌ.
فهل النِّفاس يقلُّ عن أربعين يومًا؟ وهل هذه الإفرازات البُنِّيَّة دليلٌ على الطُّهر؟ وكيف تُحدِّد المرأة طُهرَها إذا لم تستطع تحديده بالقصة البيضاء؟ وجزاكم اللهُ خيرَ الجزاء ونفع بكم وبعلمكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإنه لا حدَّ لأقل النِّفاس في الصحيح من أقوال أهل العلم، فمتى انقطع الدَّم انقطعت مُدَّة النِّفاس، ويعرف ذلك برؤية القصة البيضاء أو بالجفاف، فليس كلُّ النِّساء يرون القصة البيضاء.
والإفرازات البُنِّيَّة المُتَّصلة بالدَّم تأخذ حكم الدَّم؛ لأنها في زمنه ومتَّصلة به، فإذا مضى أربعون يومًا اغتسلت وباشرت عباداتها؛ لأن أقصى مُدَّة للنِّفاس أربعون يومًا، فما يكون من الدَّم بعد ذلك فهو دمُ استحاضة، إلا إذا صادف أيَّام عِدَّتها فيكون دم حيض. وأسأل الله لنا ولكم التَّوفيق والسَّداد، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.