هــل قـال مجمــع فقهــاء الشـريعـة بـأمـريكـا بـالـعمـل بالحـسـاب فى إثبــات دخول رمضـــان هـذا العـام؟

السؤال:
السَّلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُهُ
شيخنـا الحبيــب .. ..
نُقل عنكم او فُهم منكم بالخطأً انه يجوز العمل بالحساب مستقلاً عن الرؤية الشرعية في اثبات هلال الشهر القمري أو عدمه (لبداية او نهاية شهر رمضان) إذا أخذ به الأكثرية في بلد ما وجب على الأقلية أن تلحق بهم؟؟
وذلك عند توضيحكم بشأن الأخذ بمذهب آخر له اعتبار إذا كان ذلك يؤدي إلى جمع كلمة المسلمين شرط أن يكون ضمن مدرسة الرؤية الشرعية للهلال.

فمثلاً : إذا كان الأخذ بوحدة المطالع يتوافق مع الحاسبين وفيه اجتماع الكلمه فلا بأس به

وإن كان الأخذ بإختلاف المطالع لا يوقع الخلاف والفرقة فلا بأس به ، والله اعلم ..
افيدونا بارك لله فيكم وجزاكم الله خيرًا

الجواب:
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعــد:

❐فمع كامل الحب والتقدير لإخوتنا المخالفين لنا في العمل بترائي الهلال لإثبات دخول شهر رمضان أو انسلاخه، ، ومع كامل التفهم بأن واقع الأمة ومشكلاتها أكبر وأعقد من الاختلاف حول منهجية ثبوت الأهلة سواء أكان ذلك بالترائي أم بالحساب، فإنني وعلى سبيل التوضيح فقط أود أن أؤكد أن مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا منذ نشأته إلى صدور بيانه الأخير قبل بضعة أيام إنما يدور في فلك الرؤية، وأنه يعمل بالحساب نافيًا وليس مثبتًا، فهو يعتمد عليه في تقويم خلل الرؤية ودفع أوهامها فقط، وهذا ما أخذ به مجمع البحوث الإسلامية في مصر (مؤتمره الأول سنة 1965م) والذي حضره مندوبون وممثلون عن خمس وثلاثين دولة إسلامية، ثم تتابعت عليه قرارات المرجعيات الفقهية الكبرى بعد ذلك.
وقد نص في بيانه الأخير على:
❐الرؤية البصرية هي الأصل في معرفة دخول أي شهر قمري، ويستعان عليها بالمراصد الفلكية، لكن لا يعتمد عليها إذا تمكنت فيها التهم تمكنًا قويًا. ومن ذلك أن تخالف حقيقة علمية من حقائق الحساب الفلكي يتفق عليها أهل الاختصاص ممن يوثق في دينهم.
ويقترح انشاء لجنة ثلاثة من الفلكيين الموثوق في دينهم يرجع لهم في تحقيق ذلك.

❐ والذي أكد عليه هذا العام هو جواز الانتقال من مذهب إلى مذهب في قضية اعتبار اختلاف المطالع او عدم اعتبارها، لجمع الكلمة ومنع التشرذم في هذه القضة المكرورة في كل عام، وبين أن الانتقال من عدم اعتبار اختلاف المطالع إلى اعتبارها هو انتقال سائغ من مذهب إلى مذهب داخل إطار فقه أهل السنة، وهذا من العمل بالمرجوح إذا اقتضته مصلحة الجماعة والائتلاف، وهو المسلك المنقول عن أئمتنا الكبار رضي الله عنهم.

❐ ولابد أن هذه المنهجية ستفضي بطبيعة الحال إلى الإلتقاء مع إخوتنا القائلين بالعمل بالحساب إن كانوا هم الأكثرية في منطقة من المناطق، وليس هذا ترجيحًا لمذهبهم حفظهم الله، ولكنه ترجيح لاختيار فقهي على آخر في مسالة اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتبارها، داخل مدرسة الرؤية، وليس خروجًا عنها إلى العمل بالحساب.

وهذا هو نص قراره في هذه القضية:
(إذا كان العمل بالمرجوح، واعتبار اختلاف المطالع سيفضي في إحدى مرات دخول رمضان أو خروجه إلى توحيد الصف وجمع الكلمة على مستوى المحلة الواحدة، عملنا به، وكان انتقالًا سائغ من مذهب إلى مذهب داخل فقه أهل السنة.
وعلى الأقلية في أي مدينة من مدن أمريكا اتباع موقف الأكثرية في مدينتهم إذا اختلف المنهجان عمليًا عند تحقق الموجب للصيام، جمعًا للكلمة ومنعًا من التشرذم والخلاف المذموم سواء أكانت الأقلية تنتسب إلى مدرسة الحساب الفلكي أم مدرسة الرؤية.)

وفق الله الجمبع إلى ما يحبه ويرضاه، وجمع على الحق كلمتنا، وألف بين قلوبنا.
✍هذا وباللهِ التوفيـق و الله أعـلىٰ وأعلـم

تاريخ النشر : 17 أبريل, 2021
التصنيفات الموضوعية:   05 الصيام

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend