يُستحق علي أيامُ إفطار في رمضان عن سنوات سابقة وهو إفطار بعذر، وكلما حاولت تعويضها صيامًا لا أستطيع؛ حيث إني أعاني من إحدى أمراض القلب الخاصة بالصمامات، ويعلم الله كم أعاني من مشقة بصومي أيام رمضان، فكيف لي أن أكفر عن هذه الأيام؟ برجاء إفادتي تفصيلًا، مع الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنسألُ اللهَ أن يمسحَ عليك بيمينه الشَّافية، وأن يجمعَ لك بين الأجر والعافية، واعلم- وفقني الله وإياك- أن أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتضررون بالصَّوم أو يشق عليهم مشقة ظاهرةً لا يلزمهم الصَّوم، وينتقل الواجب في حقهم إلى الفدية، فيطعمون مسكينًا عن كلِّ يوم أفطروه، كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 183، 184].
ويُخيَّر في الإطعام بين أن يُعطي كلَّ مسكينٍ نصفَ صاع من الطَّعام كالأرز ونحوه، أي كيلو جرام ونصف تقريبًا)، أو يصنع طعامًا ويدعو إليه المساكين، فقد أطعم أنسٌ بعدما كَبِر عامًا أو عامينِ كُلَّ يومٍ مِسكِينًا خُبزًا ولحمًا وأفطر(1). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) أخرجه البخاري معلقًا في كتاب «تفسير القرآن» باب «قوله: ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 184]».