سؤالي عن إمساكية شهر رمضان على الأجندة التي يتم توزيعها من المساجد، هل نتوقف عن الأكل تمامًا على وقت الإمساكية المكتوب على هذه الأجندة؟ مثلًا إمساكية رمضان، في اليوم الثالث من رمضان نُمسك عن الطعام الساعة الرابعة وعشر دقائق؛ وفي الدول الإسلامية كنا نُمسك عند سماع الأذان الأول؛ لأنه تذكير بأن الأذان سيكون بعد وقت محدد قليل، فقبل الأذان الثاني نمسك، أما هنا في أمريكا نعتمد على ما يتم توزيعه لنا من أجندات من المساجد فيها إمساكية شهر رمضان، ومن ثم شروق الشمس وبقية أوقات الصلاة؟ جزاكم الله عني وعن الأمة الإسلامية كلَّ الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه لا يلزم حمل الناس على الإمساك قبل دخول وقت الفجر، لا في الشرق ولا في الغرب، وقد جاء في السنة المطهرة قوله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»(1)، ومن المعلوم أن الصيام هو الإمساك عن المفطرات مِن تبيُّن طلوع الفجر إلى مغيب الشمس؛ لقوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187].
وعلى هذا فإن كانت هذه الإمساكيات التي تتحدث عنها تُعيِّن وقتًا قبل دخول الفجر بمدة للإمساك فلا يلزم التقيد بها، بل يحل الطعام والشراب إلى أن يتبين طلوع الفجر الصادق، وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق، ويسمَّى الفجر الصادق؛ لأنَّه صدقك عن الصبح وبيَّنه لك، فهذا الذي يُحرِّم الطعام والشراب والجماع ويجيز الصلاة. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الأذان» باب «أذان الأعمى إذا كان له من يخبره» حديث (617)، ومسلم في كتاب «الصيام» باب «بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر» حديث (1092)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .