سمعت منذ مدة بأن أذان الفجر في مصر متقدمٌ عن موعده الحقيقي من أربع دقائق إلى ثلث ساعة على مدار العام. فهل هذا صحيح؟ وماذا عليَّ أن أفعل فيما مضى من صلوات إن كان ذلك صحيحًا؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد علمت أن دخول الوقت شرط في صحَّة الصلاة؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقال تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: 78].
وبالنسبة لصلاة الفجر فقد وُضع في تقويم أم القرى على أساس درجة 19، بينما وضع تقويم رابطة العالم الإسلامي على أساس درجة 18، فيكون الفرق بينهما من (4- 5 دقائق).
ويقول المشتغلون بهذا الفن: إن الصواب أن يُوضع على درجة 15، وهو الذي أخذت به إسنا في الولايات المتحدة الأمريكية. فيكون الفرق بين توقيت أم القرى وتوقيت إسنا ما بين (20- 25 دقيقة).
ولا أدري ما هي الدرجة التي اعتمدتها هيئة المساحة المصرية في ذلك، فينبغي الاحتياط في مواقيت الصلاة؛ لأن دخولَ الوقت شرطٌ في صحة الصلاة، والصلاة قبل الوقت باطلة، وقد أشار إلى هذا المعنى سماحة الشيخ ابن عثيمين : في «شرحه على رياض الصالحين»، حيث قال: «بالنسبة لصلاة الفجر: المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البَرِّ، فوجدوا أن الفرقَ بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جدًّا؛ ولهذا لا ينبغي للإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو (25) دقيقة حتى يتيقَّن أن الفجر قد حضر وقته»(1).
ولهذا فالذي ننصح به هو الانتظارُ في صلاة الفجر من 20 إلى 25 دقيقة؛ حتى تُقامَ الصلاةُ؛ خروجًا من الخلاف واحتياطًا للدين، وأحسب أن معظم مساجد مصر تُطيل المدة بين الأذان والإقامة في صلاة الفجر خاصة. والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) «شرح رياض الصالحين» (3/216).